للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم ١ من ضعفه، ولم يحتج بحديثه، وقالوا لكثرة غلطه وعدم ضبطه.

قال الذهبي: "لم يصرف الإمام همته لضبط الألفاظ والأسانيد، وإنما كانت همته القرآن والفقه، وكذلك حال كل من أقبل على فن؛ فإنه يقصر عن غيره، من ثم ليَّنوا حديث جماعة من أئمة القراء كحفص وقالون، وحديث جماعة من الزهاد كفرقد السبخي ٢ وشقيق البلخي ٣، وحديث جماعة من النحاة، وما ذاك لضعف في عدالة الرجل؛ بل لقلة إتقانه للحديث ثم هو أنبل من أن يكذب"٤.

فهو قد اشتغل بالفقه أو النحو أو القرآن، ولم ينصب نفسه للتحديث وضبط الألفاظ والأسانيد ٥. كان ذلك النقد الذي وجه للإمام


١ كالبخاري ومسلم وابن سعد والنسائي وابن حبان وابن عدي.
انظر التاريخ الكبير ٨/٨١، والكنى والأسماء ١/٢٧٦، والطبقات الكبرى ٦/٣٦٩، وكتاب الضعفاء والمتروكين ص٢٣٣، والمجروحين ٣/٦٣، والكامل في الضعفاء ٧/٢٤٧٢-٢٤٧٩.
٢ هو فرقد بن يعقوب السبخي بفتح المهملة والموحدة وبخاء معجمة أبو يعقوب البصري قال عنه ابن حجر: "صدوق عابد لكنه لين الحديث كثير الخطأ من الخامسة مات سنة إحدى وثلاثين ومائة".
تقريب التهذيب ٢/١٠٨؛ وتهيب التهذيب ٨/٢٦٢، ٢٦٣.
٣ هو شقيق البلخي قال عنه الذهبي ثم ابن حجر: "كان من كبار الزهاد منكر الحديث ... وكان من كبار المجاهدين رحمه الله تعالى استشهد سنة أربع وتسعين ومائة ولا يتصور أن يحكم عليه بالضعف، لأن نكارة تلك الأحاديث من جهة الراوي عنه وهو شفيق بن إبراهيم أبو علي". الميزان ٢/٢٧٩، واللسان ٣/١٥١-١٥٢.
٤ مناقب أبي حنيفة وصاحبيه للذهبي ص٢٨.
٥ وكذا من المحدثين من يُعنى بضبط المتون فيخطئ بالأسانيد، ومنهم من يعنى بضبط الأسانيد فيخطئ في المتون. قال الدارقطني في العلل: "كان شعبة =

<<  <   >  >>