صلب الرجل وترائب المرأة وهو موضع القلادة من صدرها والولد يخلق من المائين جميعاً وقيل صلب الرجل وترائبه وهي صدره فيخرج من صلبه وصدره وهذه الآية الدالة على قدرة الخالق سبحانه نظير إخراجه اللبن الخالص من بين الفرث والدم
ثم ذكر الأمر المستدل عليه والمعاد بقوله {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} أي على رجعه إليه يوم القيامة كما هو قادر على خلقه من ماء هذا شأنه هذا هو الصحيح في معنى الآية وفيها قولان ضعيفان أحدهما قول مجاهد على رد الماء في الاحليل لقادر والثاني قول عكرمة والضحاك على رد الماء في الصلب وفيه قول ثالث قال مقاتل إن شئت رددته من الكبر إلى الشباب ومن الشباب إلى الصبا إلى النطفة
والقول الصواب هو الأول لوجوه أحدهما أنه هو المعهود من طريقة القرآن من الاستدلال بالمبدأ على المعاد الثاني أن ذلك أدل على المطلوب من القدرة على رد الماء في الاحليل الثالث أنه لم يأت لهذا المعنى في القرآن نظير في موضع واحد ولا أنكره أحد حتى يقيم سبحانه الدليل عليه الرابع أنه قيد الفعل بالظرف وهو قوله {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} وهو يوم القيامة أي ان الله قادر على رجعه إليه حياً في ذلك اليوم الخامس أن الضمير في رجعه هو الضمير في قوله {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ} وهذا للانسان