وجوز فيه ثلاثة أن يكون خبرا بعد خبر فأخبر عنه بأنه رسوله وأنه على صراط مستقيم وأن يكون متعلقاً بالخبر نفسه تعلق المعمول بعامله أي أرسلتك على صراط وهذا يحتاج إلى بيان تقدير المجعولين على صراط مستقيم وكونه من المرسلين مستلزم لذلك فاستغنى عن ذكره.
[فصل]
ومن ذلك قوله تعالى {وَالصَّافَّاتِ صَفّاً} أقسم سبحانه بملائكته الصافات للعبودية بين يديه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها" تتمون الصفوف الأول وتراصون في الصف وكما قالوا عن أنفسهم {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} والملائكة الصافات أجنحتها في الهواء والزاجرات الملائكة التي تزجر السحاب وغيره بأمر الله {فَالتَّالِيَاتِ} التي تتلو لكلام الله وقيل الصافات الطير كما قال تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْن} وقال تعالى {وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ} والزاجرات الآيات والكلمات الزاجرات عن معاصي الله والتاليات الجامعات لكتاب الله تعالى وقيل الصافات القتال في سبيله فالزاجرات الخيل للحمل على أعدائه فالتاليات الذاكرين له عند ملاقاة عدوهم وقيل الجامعات الصافات أبدانها في الصلاة الزاجرات أنفسها عن معاصي الله فالتاليات