ويذهب ماؤه يوم القيامة ويصير ناراً فكل من المفسرين أخذ معنى من هذه المعاني والله أعلم
[فصل]
وأقسم سبحانه بهذه الأمور على المعاد والجزاء فقال {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} ولما كان الذي يقع قد يمكن دفعه أخبر سبحانه أنه لا دافع له وهذا يتناول أمرين أحدهما أنه لا دافع لوقوعه والثاني أنه لا دافع له إذا وقع
ثم ذكر سبحانه وقت وقوعه فقال {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً} والمور قد فسر بالحركة وفسر بالدوران وفسر بالتموج والاضطراب والتحقيق أنه حركة في تموج وتكفؤ وذهاب ومجيء ولهذا فرق بين حركة السماء وحركة الجبال فقال {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً} وقال {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} من مكان إلى مكان وأما السماء فإنها تتكفأ وتموج وتذهب وتجيء قال الجوهري مار الشيء يمور موراً ترهيأ أي تحرك وجاء وذهب كما تكفأ النخلة العيدانة أي الطويلة ومنه قوله {يوم تمور السماء موراً} قال الضحاك تموج موجا وقال أبو عبيدة والأخفش تكفأ وأنشد للأعشى:
كأن مشيتها من بيت جارتها ... مور السحابة لا ريث ولا عجل