ومع ذلك يبغضه ويصد الناس عنه، وكذلك تكفير من عرف الشرك والمشركين، وعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث لمحاربتهم ويقر بذلك، ثم بعد ذلك يمدحه ويحسنه للناس ويقول: إنه يخطئ السواد الأعظم، ويحتجون بقوله صلى الله عليه وسلم:" إن الله لا يجمع أمتي أو قال: أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة" ١، والرد على هذا الاستدلال الباطل.
٤ـ الأمر بقتال هؤلاء المشركين خاصة بعد إقامة الحجة عليهم، والجهاد ضدهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، كما قاله الله تعالى:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ}[البقرة: ١٩٣] .
والشيخ يرى بأن: " الناس يتفاضلون في التوحيد، تفاضلا عظيما، ويكونون فيه على درجات بعضها أعلى من بعض، فمنهم: من يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، كما دلت عليه النصوص الصريحة الصحيحة؛ ومنهم: من يدخل النار، وهم العصاة، ويمكثون فيها على قدر ذنوبهم، ثم يخرجون منها لأجل ما في قلوبهم من التوحيد والإيمان، وهم في ذلك متفاوتون؛ كما في الحديث
١ رواه الترمذي في كتاب الفتن، باب لزوم الجماعة، رقم: ٢١٦٧، ورواه أبو داود، في كتاب الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، رقم:٤٢٥٣، صححه الشيخ الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة، برقم: ١٣٣١، ومشكاة المصابيح١/٦١.