وبهدي الشريعة وأوامرها، ومن تلك الأوامر التي امتثل بها قادة هذه البلاد قول الله عز وجل في سورة الحج:{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[الحج: ٤١] ، فهذه الشروط الأربعة التي اشترطها الله تعالى على من آتاه الملك وغيرها مما جاءت به الشريعة هي عماد يعتمد ويرتكز عليها دستور هذه البلاد المباركة ـ ولله الحمد ـ حرصا من قادتها وولاة الأمور فيها على ذلك، وعونا ونصحا من العلماء والدعاة المخلصين للسير إلى ما فيه الخير والصلاح للمجتمع.
ومن أعظم إنجازات الدولة السعودية المباركة إقامة الحدود الشرعية؛ لأنه لا معنى لتحكيم الشرع دون تنفيذ أحكامه وأوامره، ولذلك نجد أن قيامه بهذا الأمر ساعد كثيرا على نشر الأمن واستتبابه في أرجاء البلاد التي كانت مسرحا للفتن والاضطرابات قبل عهده ـ رحمه الله ـ.
٢ـ الاهتمام والحرص على التمسك بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ والعمل على نشرها وإزالة الشبه عنها:
عند ما قام الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بالتمسك بدعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ وأظهر الحرص على نشرها ونصرتها لم يكن ذلك بسبب رغبته في تحقيق مكاسب دنيوية أو تعصبية، وإنما سبب ذلك: اعتقاده الجازم بأن دعوة الشيخ لم تكن دعوة مبتدعة وإنما هي دعوة متبعة لمنهج السلف الصالح ووفق