للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من رأسه فدونكم اضربوه، فنزل إليهم متوشحا وهو ينفخ منه ريح الطيب، فقال: ما رأيت كاليوم ريحًا -أي أطيب-"١.

فقال كعب مفتخرًا:"نعم تحتي فلانة هي أعطر نساء العرب"٢ فقال محمد بن مسلمة: "أتأذن لي أن أشم رأسك؟، فشمه، ثم أشم أصحابه، ثم قال: أتأذن لي؟، قال: نعم، فلما استمكن منه، قال: دونكم، فقتلوه، ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه"٣٤.

"فلما قتلوه فزعت اليهود والمشركون، فغدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: طُرق صاحبنا فقُتل، فذكر لهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول، ودعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتابًا ينتهون إلى ما فيه. فكتب النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين المسلمين عامة صحيفة"٥


١ من رواية البخاري، الصحيح (٥/٢٥-٢٦) ، وابن حجر، فتح (٧/٣٣٧) .
٢ من رواية مسلم بشرح النووي (١٢/١٦٣) .
٣ من رواية البخاري، الصحيح (٥/٢٥-٢٦) ، وابن حجر، فتح (٧/٣٣٧) .
٤ الحديث صحيح بمجموع طرقه، فقد رواه البخاري في مواضع متفرقة من صحيحه. انظر البخاري الصحيح، كتاب المغازي (٥/٢٥-٢٦) ، وابن حجر، فتح، كتاب الجهاد (٦/١٥٩-١٦٠) ، كما رواه مسلم بشرح النووي (١٢/١٦٠-١٦١-١٦٢-١٦٣) ، وأبو داود، سنن (٣/٢١١-٢١٢) ، ونسبه المنذري النسائي.
قلت: أخرجه النسائي في كتابه السنن الكبرى، كتاب السير (٢/٥) .
وروى الزهري الحديث مرسلا عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك. انظر عبد الرزاق، المصنف (٥/٢٠٣-٢٠٤) ، وشمس الحق آبادي، عون المعبود (٨/٢٢٨-٢٢٩-٢٣٠) ، وذكر في الشرح أنه ربما يكون الحديث مسندا إلى كعب. وإلى ذلك ذهب الألباني فأورده في صحيح سنن أبي داود (٢/٥٨١-٥٨٢) ، وقال عنه: صحيح الإسناد. وانظر البيهقي، دلائل (٣/١٩٦-١٩٧-١٩٨) ، وابن كثير، تفسير (١/٥١١) ، وباقشيش، مرويات (١/٣٩٦-٢٩٧-٢٩٨) ، وروى ابن إسحاق طرفا من الحديث بإسناد حسن، والباقي رواه مرسلا منقطعا. ابن إسحاق، سيرة (١/٢٩٧-٢٩٨-٢٩٩-٣٠٠) ، وابن هشام، سيرة (٣/٥١-٥٢-٥٣-٥٤-٥٥-٥٦-٥٧-٥٨) ، كما رواه بقية أهل المغازي. انظر الواقدي، مغازي (١/١٨٤-١٨٥-١٨٦-١٨٧-١٨٨-١٩٠-١٩١-١٩٢) ، وابن سعد، طبقات (٢/٣١-٣٢-٣٣-٣٤) ، والبلاذري، أنساب (٣٧٤) ، وابن حزم، جوامع (١٥٤-١٥٥) ، وابن عبد البر، درر (١٥٠-١٥١-١٥٢) ، والعامري، بهجة (١/١٩١-١٩٢) ، والمقريزي، إمتاع (٦/١٠٨-١٠٩-١١٠) ن والحلبي، سيرة (٣/١٤٦-١٤٧-١٤٨-١٤٩-١٥٠) ، والشامي، سبل (٦/٤٠-٤١-٤٢-٤٣-٤٤-٤٥-٤٦) .
٥ انظر عبد الرزاق، المصنف (٥/٢٠٤) ، والألباني، صحيح سنن أبي داود (٢/٥٨١) واللفظ له، والبيهقي، دلائل (٣/١٩٨) . وعنده"فكتب النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينهم وبين المسلمين عامة صحيفة". وذلك أتم.

<<  <   >  >>