بالمثل، فكما أن قريشا سلبت المسلمين أموالهم ودورهم في مكة، أفلا يحق للمسلمين أن يفعلوا ذلك بقريش وهم في حالة حرب دائمة معها؟.
١- سرايا المغاوير: لم تكن الأساليب التي اتبعتها تدخل ضمن الأساليب غير الشريفة كالغدر والخيانة، وإنما كان ذلك جزاء الغدر والخيانة ونقض المواثيق التي قام بها أولئك الأعداء المتربصون، والحرب خدعة كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ومخادعة مثل أولئك الأعداء للقضاء عليهم فيها حقن لدماء كثيرة وتوفير لجهد كبير.
كما أن تلك الفرق الشجاعة كانت تتمتع بضبط عسكري نادر، بحيث لم ينقل عنها أي اعتداء على النساء والأطفال الأبرياء تنفيذًا للأوامر والتعاليم النبوية العليا رغم صعوبة ذلك على المنفذين للظروف والملابسات الشائكة التي كانت تحيط مثل تلك الأعمال.
٢- سرايا تحطيم الأوثان: انطلقت لتنفيذ المهمة الأساسية لدعوة الإسلام الخالدة وهي إزالة كل رموز الشرك والوثنية من أرض التوحيد والحنيفية السمحة. وقد كانت قصص تحطيم تلك الأصنام فيها عبرة وعظة وتوضيح لضعف الإنسان إذا ما عاند فطرته السليمة التي بعثه الله عليها وركن إلى هواه، فهؤلاء السدنة وغيرهم من المتعلقين بتلك الرموز البالية، والأحجار الصَّماء الواهية لا يزالون متشبثين بها حتى آخر حجر يهوي منها، وكأن الغشاوة التي على عيونهم والرَّان الذي على قلوبهم قد بلغ منهم مبلغه، فلا يبصرون حتى يروا العذاب الأليم.
هذا ولقد ظهرت من خلال أحداث بعض السرايا بعض المعجزات النبوية وبعض الكرامات لبعض الصحابة. فمن المعجزات النبوية ما كان من صفة الأعرابي المخيفة التي وصفه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لم يره من قبل، فلما أراد