للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مستشهداً له لا للقبلة، إلى غير ذلك مما وصف الله به نفسه، ووصفه به رسوله، لأن ذلك ليس بمستحيل في العقول الصحيحة، الموافقة لصريح المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم، [ونحن نعلم بضرورة العقل أن الرسل لا يخبرون بمحالات العقول، بل بمحارات العقول، فلا يخبرون بما يعلم العقل انتقاده، بل يخبرون بمعجز العقل عن معرفته] ١.

وأما قوله: (مما يؤول إلى التجسيم البحت) .

فنقول: {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [ص: ٢٧] ، وأما من أثبت لله ما أثبته لنفسه فذلك لا يؤول٢ إلى التجسيم، فإن القرآن قد دل على أنه ليس بجسم لأنه أحد، والأحد الذي لا ينقسم، وهو واحد والواحد لا ينقسم، وهو صمد والصمد الذي لا جوف له فلا يتخلله غيره، وإنما يؤول٣ إلى التجسيم. من قال إن له وجهاً كوجهي، ويدين كيدي، مما يماثل صفات المخلوقين، أو يشبهها بصفاتهم.

بل نحن على مذهب السلف أهل السنة المحضة،


١ ما بين المعقوفين سقط من الأصل، ولعل الصواب: (بما يعجز) .
٢ في النسخ الثلاث: "يؤل".
٣ في النسخ الثلاث: "يؤل".

<<  <   >  >>