ثم نفى الرؤية في مواضع أخر، وأولها بنوع من الانكشاف والتجلي من غير حاجة للباصرة، ولا محاذاة لها.
وفي موضع آخر قال:(فاعتقدوا متمسكين بظواهر الآيات أن الله تعالى على عرشه، وعلاه علواً حقيقياً، وأن له تعالى وجهاً ويدين، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا ويصعد نزولاً وصعوداً حقيقين، وأنه يشار إليه في السماء بالأصبع) .
ثم نكس على رأسه، فقال لما أتى على فرق أهل الأهواء، قال:
(ثم فارقت الجهمية الجماعة فقالوا: ليس على العرش إله يعبد، ولا لله في الأرض من كلام، وأنكروا صفات الله التي أثبتها لنفسه في كتابه المبين، وأثبتها رسوله الصادق الأمين، وأجمع على القول بها الصحابة، وكذلك أنكروا رؤية الله تعالى في الدار الآخرة، إلى غير ذلك من أقوالهم ومعتقداتهم الكفرية) .
هذا لفظه بحروفه، فنقض ما تقدم من قوله في الوهابية بما قاله ها هنا من أن الجهمية فارقوا الجماعة، وقالوا: إنه ليس على العرش إله يعبد، وأنهم أنكروا الصفات التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله، وأجمع على