للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القول بها الصحابة، وكذلك قال في رؤية الله تعالى، وصرح أن هذا وغيره من معتقداتهم الكفرية، وكذلك قال في سائر الفرق أنهم فارقوا الجماعة، وأن أهل السنة لم يكفروهم بهذه الكفريات.

وهكذا يكون كلام من اتبع هواه {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّه} [الجاثية: ٢٣] ، وإلا فكيف يعتقد أن الله ينزه عن إثبات صفات كماله، ونعوت جلاله، ثم يحكم على أن القائل بها مفارق للجماعة، مخالف لما أجمع عليه الصحابة، وأن اعتقاد هذا من العقائد الكفرية، ثم يقول: (ومع تماديهم في ضلالهم، واستمرارهم على عنادهم، بعد أن بين أهل الحق لهم خطأ مذهبهم، لم يكفروهم، بل جعلوا الأخوة الإيمانية ثابتة لهم، ولمن قبلهم من أهل البدع) ، هذا قوله في المرجئة والمعتزلة والقدرية.

وأما الجهمية فقال: (ومع ذلك فقد رد عليهم الأئمة وبينوا ضلالهم، حتى أنهم قتلوا بعض دعاتهم، كجهم بن صفوان والجعد بن درهم، وبعد أن قتلوهم غسلوهم وصلوا عليهم، ودفنوهم في مقابر المسلمين، ولم يجروا عليهم أحكام أهل الردة) .

وقال في الرافضة: (ومع ذلك فلم يكفرهم أحد من

<<  <   >  >>