للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الناظم: «وقرأته عليه عرضًا وبحثًا، و (النبيه) (١)، و (نهاية النفاسة)، و (الدوحة)، و (مقدمة في الجدل)، و (مختصر المحصول) (٢)، و (إرشاد الحربي)، و (درة العزايمي)، وشَرَحَ (الوجيز) و (التعجيز)، و (إرشاد العميدي)، وكان الشَّاِرمْسِاحِي (٣) أورد على تعجيزه مآخذ، فأجبت عنها (٤)، فلمَّا ورد بغداد طلبني بالجزء، ولما حضرت مجلسه بدار الحديث المستنصرية، قرأ الجزء، فرأى موضعًا قد أَوْرَدَهُ على نفسه، وأجاب عنه في تطريزه، فعجب ومن حضر من هذه المُوًارَدَةِ، وَقَرَّبَنِي منه وأجاز لي إجازة مالك للشافعي» (٥).

وعنه أخذ الفقه، قال الإمام الذهبي (ت: ٧٤٨ هـ) في ترجمة ابن يونس الموصلي (ت: ٦٧١ هـ): «وممن أخذ عنه الفقه شيخنا البرهان الجعبري» (٦).

وقال ابن قاضي شهبة (ت: ٨٥١ هـ): «وسمع ببغداد من جماعة، وسمع التعجيز، وعرضه على مُصَنِّفِهِ، وأخذ عنه الفقه» (٧).

وجمع وحصَّل، وَعُدَّ من علمائها، واطلع على كتبهم، ثُمَّ إِنَّ الناظم ابتدأ التأليف في علم القراءات، فألَّف كتابه «نزهة البررة في مذاهب القراء العشرة وكتابه «عقود الجمان، في تجويد القرآن» (٨)، وعَرَضَهُمَا على شيخه منتجب الدين التكريتي (ت: ٦٨٨ هـ) (٩)، وهو الذي تَخَرَّجَ عليه في القراءات وسمع منه، وقرأ عليه بعض الكتب، وحثَّه على التحصيل، قال الناظم: «فلما رأى نجابتي حثني على تحصيل الفقه» (١٠).

وبعد انتهائه من «نزهة البررة في مذاهب القراء العشرة» نَظَمَ «روضة الطرائف في رسم المصاحف»، وبيَّن سبب نظمها بقوله:

وَحَيْثُ تَمَّ نِظَامُ الْعَشْرِ وَافْتَقَرَ الرْ … رَاوِي إِلَى الرَّسْمِ تَفْصِيلًا لِيَكْتَمِلَا

وبيَّن مكان نظمها بقوله:

بَدِيعِةُ الْحُسْنِ بَغْدَاذِيَّةٌ جَمَعَتْ … نَفَائِسًا نَفَسَتْ مِنْ حُلْيِها عُطُلَا

وفي بغداد أيضًا نظم «المرصاد الفارق بين الظاء والضاد»، وذلك سنة: (٦٨٠ هـ) تقريبًا، وقد ذكر هذا في شرح هذا النظم الذي سمَّاه: «الإرصاد في شرح المرصاد الفارق بين الظاء والضاد» (١١).


(١) النبيه في مختصر التنبيه، والتنبيه: كتابٌ في الفقه لأبي إسحاق الشيرازي (ت: ٤٧٦ هـ) على مذهب الإمام الشافعي، وهو مطبوع. انظر: كشف الظنون: ١/ ٤٨٩ - ٤٩٢.
(٢) المحصول في أصول الفقه، للإمام الرازي (ت: ٦٠٦ هـ)، وهو مطبوع.
(٣) هو: أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر، المصري الأصل، الشارمساحي المولد، الإسكندري المنشأ، كان إمامًا فقيهًا في مذهب الإمام مالك، رحل إلى بغداد سنة: ٦٣٣ هـ، وتلقاه الخليفة المستنصر بالله (ت: ٦٤٠ هـ) بالترحيب، وولي تدريس المدرسة المستنصرية، له كتاب: نظم الدرر في اختصار المدونة، وغيره من التآليف، ولد سنة: (٥٨٩ هـ)، وتوفي سنة: (٦٦٩ هـ). انظر: عوالي مشيخة الجعبري: ١٢، برنامج الوادي آشي: ٥١، والديباج: ١/ ٤٤٨، وشجرة النور: ١/ ٢٦٨، وشَارِمْسَاح: بشين معجمة بعدها ألف وراء مهملة وميم ساكنة وسين مهملة وألف وحاء مهملة، وهي إحدى قرى الدقهلية، تقع على الضفة الغربية لفرع دمياط. معجم البلدان: ٣/ ٣٤٩، ومراصد الاطلاع: ٢/ ٧٧٣، والقاموس الجغرافي للبلاد المصرية: ٢/ ٢٤٣.
(٤) سَمَّى هذا الكتاب في الهبات الهنيات: ٢٥: «الإبريز في توجيه المآخذ الشارمساحية والتاجية على كتاب التعجيز»، وهو مفقود.
(٥) انظر: عوالي مشيخة الجعبري: ١٥، وحكى الناظم هذه الإجازة في كتابه: مواهب الوفي في مناقب الشافعي: ٩٣.
(٦) انظر: تاريخ الإسلام: ١٥/ ٢٢٧.
(٧) انظر: طبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة: ٢/ ٣١٩.
(٨) حَقَّقَه د. محمد ايت عمران في رسالة دكتوراه بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، عام: ١٤٣٩ هـ، وطبعته دار عالم الثقافة.
(٩) هو: أبو عبد الله الحسين بن الحسن المنتجب التكريتي المقرئ، إمام حافظ مقرئ، قرأ على: الشيخ جمال الدين إسماعيل بن كدي وغيره، وقرأ عليه: الناظم (ت: ٦٨٨ هـ). انظر: معرفة القراء: ٧٧٢، غاية النهاية: ١/ ٣٦٨.
(١٠) انظر: عوالي مشيخة الجعبري: ١٤.
(١١) انظر: الإرصاد في شرح المرصاد الفارق بين الظاء والضاد: ٤٣.

<<  <   >  >>