للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا: طلبه للعلم وحياته العلمية.

قرأ بشاطبة القراءات وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي وغيره من قراء شاطبة (١)، وهكذا وصل إلى تَصُدِّرِ الإقراء ببلده، حتى أصبح يُرحل إليه من الأمصار للقراءة عليه (٢)، طُلِبَ للخطابة بجامع بلده فامتنع من ذلك تورعًا مما كانوا يلزمون به الخطباء من وصف الملوك والأمراء، فكان امتناعه عن الخطابة سببًا لهجرته وانتقاله من شاطبة، حيث قد اعتذر عن الخطابة بأنه ينوي الحج فترك بلده (٣)، ثم رحل إلى "بلنسية " بالقرب من بلده فعرض بها كتاب التيسير لأبي عمرو الداني من حفظه والقراءات على ابن هذيل (ت: ٥٦٤ هـ) وسمع منه الحديث وروى عنه وعن غيره الحديث أيضا واللغة (٤)، وهكذا توالت رحلات الإمام الشاطبي - رحمه الله - العلمية ابتداء من رحلة الحج، ثم دخوله مصر - القاهرة - واستيطانه فيها الثمانية أعوام يقرئ الناس بالمدرسة الفاضلية وهناك نظم قصيدته الشهيرة (حرز الأماني) المشهورة بالشاطبية ذكر أنه ابتدأها بشاطبة إلى قوله: «جَعَلْتُ أَبَا جَادٍ» ثم أكملها بالقاهرة (٥)، وكان يُقَال عند دخوله إلى مصر: «إنه يحفظ وقر بعير من العلوم» (٦). ثم رحل إلى القدس التي زار فيها الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي، ورجع بعدها الى المدرسة الفاضلية يعلم ويقرئ الى أن توفي - رحمة الله عليه- (٧).


(١) انظر: معرفة القراء: ٦١٢، وغاية النهاية: ٢/ ٩١٨، ونفح الطيب: ٤/ ٢٣.
(٢) انظر: زيادات الشاطبية على التيسير إستخراجًا ودراسةً للطالبة وسيلة صالحي، مذكرة ماجستير، قسم الكتاب والسنة، شعبة التفسير، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية: ٧١.
(٣) انظر: السير: ٢١/ ٢٦٣.
(٤) انظر: معرفة القراء: ٦١٢، وغاية النهاية: ٢/ ٩١٨، بتصرف.
(٥) انظر: غاية النهاية: ٢/ ٩٢٠.
(٦) انظر: نفح الطيب: ٤/ ٢٥، ووفيات الأعيان: ٤/ ٧١ - ٧٣.
(٧) انظر: زيادات الشاطبية على التيسير إستخراجًا ودراسةً للطالبة وسيلة صالحي: ٧١.

<<  <   >  >>