للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رحلاتُهُ وطلبُهُ للعلم:

رحل الناظم إلى عددٍ من البلدان الإسلامية طلبًا للعلم ولقاء المشائخ والأخذ عنهم مباشرةً.

١ - سَمِعَ وَأُجِيزَ فِي صِبَاهُ وذلك بواسطة والده من الحافظ أبي الحجاج يوسف بن خليل (ت: ٦٤٨ هـ) (١)، وذلك في شعبان سنة: (٦٤٧ هـ) (٢)، قال الذهبي (ت: ٧٤٨ هـ): «وله إجازة من المحدِّث يوسف بن خليل» (٣)، وقال ابن الوردي (ت: ٧٤٩ هـ): «وقرأ التعجيز على مُصَنِّفِهِ بالموصل» (٤)، وذكر الدكتور الأهدل (ت: ١٤٣٦ هـ) أنه كانت له

رحلة إلى حلب ثم إلى الموصل مع والده وهو صبيٌّ، ونفى هذه الرحلة محقق عقود الجمان في تجويد القرآن (٥).

[٢ - الرحلة إلى بغداد.]

ولم يُعرف وقت هذه الرحلة ومغادرته مسقط رأسه تحديدًا، ولا سبب الرحلة، وإنما كانت بعد سنة: (٦٦٠ هـ) (٦)، واشتغل الناظم بالتلقي عن علماءها، وأخذ علم القراءات بالسبع وبالعشر عن كبار المقرئين، والتحق بالمدرسة النظامية (٧)، وأخذ الفقه عن أبي العز محمد بن عبد الله البصري الشافعي (٨) المدرِّس بالمدرسة النظامية (٩)، وحضر الدروس بالمدرسة المستنصرية (١٠).

وحفظ كتاب "التيسير في القراءات" (١١)، وحفظ "غاية الاختصار في الفقه" (١٢)، وكتاب "التعجيز في مختصر الوجيز" (١٣)، وَعَرَضَهُ حِفْظًا على مؤلفه (١٤) تاج الدين ابن يونس الموصلي الشافعي (ت: ٦٧١ هـ) (١٥).


(١) انظر: الوافي بالوفيات: ١/ ٤٩، والدرر الكامنة: ١/ ٥٠.
(٢) انظر: المشيخة الشامية: ٢٦، ومرآة الجنان: ٣/ ٢١٥، وذيول العبر: ٤/ ٩٤، والبداية والنهاية: ١٤/ ١٧٤.
(٣) انظر: المعجم المختص بـ (المحدثين): ٦١.
(٤) انظر: تاريخ ابن الوردي: ٢/ ٢٩٠.
(٥) انظر: مقدمة المحقق د: حسين محمد مقبولي الأهدل لكتاب رسوخ الأحبار في منسوخ الأخبار للناظم: ٣٤، ٣٨، شرح عقود الجمان: ١/ ٥٧.
(٦) انظر: الدرر الكامنة: ١/ ٥٠.
(٧) وهي المدرسة التي بناها نظام الملك الحسن بن علي، وزير عضد الدولة، شرع في بنائها سنة: ٤٥٧ هـ، ونُقِضَ لأجلها دور كثيرة، من مشرعة الزوايا، وباب البصرة. انظر: البداية والنهاية: ١٢/ ١٠٠.
(٨) هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن جعفر، العلامة القاضي، عز الدين البصري الشافعي، نائب الحكم ببغدادـ ومدرس النظامية، كان متبحرًا في العلم، صاحب تصانيف، ولد سنة: (٦٠٦ هـ)، وتوفي سنة: ٦٧٢ هـ. انظر: تاريخ الإسلام: ١٥/ ٢٤٩.
(٩) برنامج الوادي آشي: ٥١.
(١٠) وهي المدرسة التي بناها الخليفة العباسي المستنصر بالله (ت: ٦٤٠ هـ)، وَوُقِفَتْ على المذاهب الأربعة، شرع في بنائها سنة توليه الخلافة: (٦٢٣ هـ)، وكمل بناؤها سنة: (٦٣١ هـ). انظر: البداية والنهاية: ١٣/ ١٦١.
(١١) التيسير في القراءات السبع للإمام أبي عمرو الداني (ت: ٤٤٤ هـ)، طُبِعَ أخيرًا بدراسة وتحقيق: د. خلف بن حمود الشغدلي، دار الأندلس، حائل، (١٤٣٦ هـ-٢٠١٥ م).
(١٢) طُبِعَ باسم: متن الغاية والتقريب في الفقه الشافعي، للقاضي أبي شجاع أحمد بن الحسين بن أحمد الأصفهاني (ت: ٥٩٣ هـ)، ومن أشهر شروحه: فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب، أو القول المختار في شرح غاية الاختصار لأبي عبد الله محمد بن قاسم الغِزِّي المعروف بـ (ابن الغَرَابِيلِيِّ) (ت: ٩١٨ هـ)، ومن أشهر من نظمه: العلامة الشيخ شرف الدين يحيى بن موسى بن رمضان الشهير بـ (العمريطي) (ت بعد: ٩٨٨ هـ).
(١٣) في الفروع الشافعية، مختصرٌ مشهورٌ، وهو مختصرٌ لكتاب (الوجيز) للإمام الغزالي (ت: ٥٠٥ هـ)، مخطوط بدار الكتب المصرية برقم: (٣٧٤، ٤٠٩، ٩١٦) وله شروحٌ كثيرةٌ، منها: شرح الناظم. انظر: كشف الظنون: ١/ ٤١٧ - ٤١٨، وفهرس دار الكتب المصرية: ١/ ٥٤٦.
(١٤) ذيول العبر: ٤/ ٩٤، الدرر الكامنة: ١/ ٥٠.
(١٥) هو: الإمام عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن يونس، الفقيه المحقق العلامة، المعروف بـ «تاج الدين ابن يونس»، ولد بالموصل سنة: (٥٩٨ هـ)، كان من بيت العلم والفقه بالموصل، واشتغل وأفاد وصنَّفَ كتبًا كثيرةً. (ت: ٦٧١ هـ). انظر: الوافي بالوفيات: ١٨/ ٢٣٨، وطبقات الشافعية الكبرى، للسبكي: ٨/ ١٩١.

<<  <   >  >>