للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣ - الرحلة إلى دمشق.]

ولا يُعْرَفُ أيضًا تاريخ مغادرته بغداد تحديدًا، وإنما كانت بعد سنة: (٦٨٠ هـ)، قلت هذا اعتمادًا على قول تلميذه الحافظ الذهبي (ت: ٧٤٨ هـ): «وقدومه إلى الشام سنة نَيِّفٍ وثمانين» (١)، وذلك بعد وفاة شيخه تاج الدين ابن يونس (ت: ٦٧١ هـ)، فَنَزَلَ بِالسُّمَيْسَاطِيَّة (٢)، وَأَعَادَ بِالغَزَّالِيَّةِ (٣)، وسكن بها مدَّةً (٤)، وسمع من كبار الحفاظ، وباحَثَ وناظَرَ، واستفاد منه الطلبة.

[٤ - الرحلة الثالثة والأخيرة إلى الخليل في فلسطين.]

ولا يُعرف أيضًا تاريخ هذه الرحلة وإنما كانت قبل سنة: (٦٨٨ هـ) (٥)، وعاش فيها أكثر من أربعين عامًا (٦)، ورحل الناس إليه (٧)، وصنَّف التصانيف، واشتهر ذكره، وبَعُدَ صيته (٨)، وصار مقصدًا لطلاب العلم الذين رحلوا للسَّمَاع منه والقراءة عليه (٩)، وَتَقَلَّدَ فيها مشيخة الحرم الإبراهيمي، وتولى بها الإفتاء والقضاء والخطابة والتدريس (١٠)، بعد الشيخ بديع الدين علي بن محمد بن علي بن بركات الأنصاري المصري (ت: ٦٨٦ هـ) (١١)، وأدرك أحفاده، وأجاز بعضهم، وما زالت هذه الأسرة في الخليل إلى اليوم.


(١) انظر: معرفة القراء: ٧٩٧.
(٢) انظر: الوافي بالوفيات: ٦/ ٤٩، والسُّمَيْسَاطِيَّة: نسبةً إلى (سُمَيْسَاط) بضم أوله، وفتح ثانيه، وياء مثناة من تحت ساكنة، وسين أخرى، ثم بعد الألف طاءٌ مهملةٌ: مدينةٌ على شاطئ الفرات في طرف الروم، غربي الفرات. انظر: معجم البلدان: ٣/ ٢٩٣، ومراصد الاطلاع: ٢/ ٧٤١، ومنادمة الأطلال: ١٣٤.
(٣) انظر: معرفة القراء: ٧٩٨، والغَزَّالِيَّة: زاوية بالجامع الأموي في الجهة الشمالية الغربية شمالي مشهد عثمان، وهي الآن مشهد من مشاهد الجامع، وأول من درَّس بها الشيخ: نصر المقدسي (ت: ٤٩٠ هـ). انظر: منادمة الأطلال: ٢٧٦، خطط الشام: ٦/ ٨٧، ١٤٣.
(٤) انظر: الدرر الكامنة: ١/ ٥٠.
(٥) انظر: مقدمة المحقق د: حسين محمد مقبولي الأهدل لكتاب رسوخ الأحبار في منسوخ الأخبار للناظم: ٣٩ - ٤٠، والجعبري ومنهجه في كنز المعاني: ١/ ٦٦.
(٦) انظر: تاريخ ابن الوردي: ٢/ ٢٩٠، والوافي بالوفيات: ١/ ٤٩.
(٧) انظر: طبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة: ٢/ ٣١٩.
(٨) انظر: معرفة القراء: ٧٩٧، والوافي بالوفيات: ٦/ ٤٩.
(٩) انظر: ذيول العبر: ٤/ ٩٤، ومرآة الجنان: ٣/ ٢١٥، والأنس الجليل: ٢/ ٢٥١.
(١٠) انظر: برنامج الوادي آشي: ٥١.
(١١) هو: الشيخ بديع الدين علي بن محمد بن علي بن بركات الأنصاري المصري، شيخ الإقراء بالخليل، مقرئٌ مُصَدَّرٌ، قرأ على الكمال الضرير العباسي، وروى بالإجازة عن ابن رَوَاج، وابن الجُمَّيْزي، أخذ عنه: محمد بن عمر بن محمد بن رشيد، عاش: ٤٨ سنة، وتوفي سنة: (٦٨٦ هـ). انظر: تاريخ الإسلام: ١٥/ ٥٧٦، وغاية النهاية: ٢/ ٨٢٨.

<<  <   >  >>