للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد تفوق الناظم -رحمه الله- في شتى الفنون ومختلف العلوم، لاسيما علوم القرآن والقراءات، ولا أدل على ذلك من كثرة مؤلفاته فيها.

فقد ألف فيها ابتداءً، وشرح، ولخَّص، وهذَّب، فَأُطْلِقَ عليه "الأستاذ، المحقق، الحاذق، الثقة، الكبير، شيخ القراء، وشيخ الخليل والشام" (١).

وكان المشتغلون كثيرًا ما يرجعون إلى كتبه وشروحه، ويثنون عليها الثناء العاطر، مثل: شرحه للشاطبية المسمى (كنز المعاني شرح حرز الأماني)، فقد أثنى عليه الإمام القسطلاني (ت: ٩٢٣ هـ)، فقال: «شَرْحٌ عَظِيمٌ لَمْ يُصَنَّفْ مِثْلُهُ» (٢)، وشرحه لعقيلة أتراب القصائد في علم الرسم والمسمى (جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائد)، بل إِنَّه أَّلَّفَ هذا النظم - روضة الطرائف في رسم المصاحف - الذي أقوم بتحقيقه وشرحه، بعدما اطلع على العقيلة وأدرك خفاياها، وزاد عليها مسائل شتى، فقال في مقدمة نظمه هذا:

[١١] لَامِيَّةٌ عَذُبَتْ، فِي عِقْدِهَا نَظَمَتْ … رَائِيَّةً، وَرَبَتْ مَسَائِلًا مَثُلَا

ووصفه تلميذه الإمام الذهبيُّ (ت: ٧٤٨ هـ) بأنه: «المقرئ، صاحب التصانيف، وشيخ بلد الخليل، … » (٣).

ووصفه معاصره زين الدين عمر ابن الوردي (ت: ٧٤٩ هـ): حيث قال: «شيخ القراء، ذو الفنون» (٤).

وقال عنه الصفدي (ت: ٧٦٤ هـ): «العلامة، ذو الفنون، شيخ القراء، … ، وسمعت كلامه، وكان حلو العبارة، … ، وكان ساكنا وَقُورًا، ذكيًّا، له قدرة تامّة على الاختصار» (٥).

وقال عنه أيضًا: «رأيتُهُ غير مرَّةٍ، وفاتني من الإجازة منه ألفُ دُرَّةٍ، لكن جالستُهُ وسمعتُ كلامَه، ورأيتُهُ في منزلةٍ يكون الهلال عندها قُلَامَه، وكان ذا وجهٍ نَيِّرٍ، وخُلُقٍ خَيِّرٍ، وشَيْبَةٍ نوَّرَها الإسلام، وحَبَّرَهَا خدمة العلم الشريف بالأقلام، ولعبارته رونق وحلاوة، وعلى إشاراته وحركاته طلاوة» (٦).

قال عنه تلميذه ابن رافع السَّلَّامي (ت: ٧٧٤ هـ): «كان فاضلًا صالحًا، خَيِّرًا، محبوب الصورة، حسن الهيئة، مليح الشكل، ساكنًا، وَقُورًا، بشوشًا بمن يقدم عليه» (٧).

وقال عنه اليافعي (ت: ٧٦٨ هـ): «الشيخ الجليل، الإمام العلامة المقري، شيخ القراء، … ، صاحب الفضائل الحميدة والمباحث المفيدة والتصانيف العديدة» (٨).

وقال تاج الدين السبكي (ت: ٧٧١ هـ): «كان فقيهًا مقرئًا متفننًا له التصانيف المفيدة في القراءات» (٩).

وقال فيه الإمام ابن الجزري (ت: ٨٣٣ هـ): «محققٌ، حاذقٌ، ثقةٌ، كبيرٌ، … ، وألف التصانيف في أنواع العلوم» (١٠).

وقال عنه مجير الدين العليمي (ت: ٩٢٧ هـ): «الشيخ، الإمام، العالم، العلامة، القدوة، المحقق، … ، كان يقال له: شيخ حرم الخليل، … ، ورحل الناس إليه، وروى عنه الخلائق، … ، وكان منوّر الشبيبة» (١١).

وقال عنه طاش كبرى زاده (ت: ٩٦٨ هـ): «وكان فقيهًا مقرئًا متفننًا، له التصانيف المفيدة في القراءة والمعرفة بالحديث وأسماء الرجال» (١٢).


(١) انظر: مقدمة المحقق د: حسين محمد مقبولي الأهدل لكتاب رسوخ الأحبار في منسوخ الأخبار للناظم: ٤٦.
(٢) انظر: لطائف الإشارات: ١/ ١٦٤.
(٣) انظر: معرفة القراء الكبار: ٧٩٧.
(٤) انظر: تاريخ ابن الوردي: ٢/ ٢٩٠.
(٥) انظر: الوافي بالوفيات: ٦/ ٤٩ - ٥٠.
(٦) انظر: أعيان العصر وأعوان النصر: ١/ ١٠٥.
(٧) انظر: تاريخ علماء بغداد: ١٢.
(٨) انظر: مرآة الجنان: ٤/ ٢١٤.
(٩) انظر: طبقات الشافعية الكبرى: ٩/ ٣٩٨.
(١٠) انظر: غاية النهاية: ١/ ٤٥.
(١١) انظر: الأنس الجليل: ٢/ ٢٥٠ - ٢٥١.
(١٢) انظر: مفتاح السعادة: ٢/ ٤٦.

<<  <   >  >>