[عشرون: حفظ اللسان]
١ - اعلم أن على كل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير أو غالب في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء.
(الأذكار للنووي) .
٢ - عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قالوا يا رسول الله، أي المسلمين أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده» .
(رواه البخاري) .
٣ - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» (رواه البخاري) .
٤ - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه، أضمن له الجنة» (رواه البخاري) .
٥ - قال صلى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» .
(رواه الترمذي) .
٦ - النهي عن كثرة الكلام لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله تعالى القلب القاسي» (رواه الترمذي) .
٧ - النهي عن الجهر بالكلام السيء قال الله تعالى: {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً} .
والمعنى أن الله لا يحب الفاحش من القول ولا الإيذاء باللسان، إلا المظلوم فإنه يباح له أن يجهر بالدعاء على ظالمه، وأ، يذكره بما فيه من السوء والظلم، وقال عليه الصلاة والسلام: «إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره» (رواه البخاري) .
٨ - قال صلى الله عليه وسلم: «وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم» (رواه الترمذي) .
٩ - حرم الله تعالى الغيبة وهي: ذكرك أخاك بما يكره، قال الله تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضاً} .
وقال صلى الله عليه وسلم: «إن من أربى الراب الاستطاعة في عرض المسلم بغير حق» (رواه أبو داود) .
١٠ - قال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نمام» (رواه البخاري) .
والنميمة: هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد.
والمحترزات من التأثر بالنميمة ما يلي:
١ - ألا يصدق النمام، لأنه فاسق وهو مردود الخبر.
٢ - أن ينصحه ويقبح فعله.
٣ - أن يبغضه في الله إذا لم يقبل النصيحة أو تكرر منه ذلك.
٤ - أن لا يظن بالمنقول عنه السوء.
٥ - أن لا يحمله ما قيل له على التحقق والتثبيت عما قيل.
٦ - أن لا يحكي ما قيل له حتى لا يقع في النميمة.
١١ - النهي عن الطعن في الأنساب لبقوله صلى الله عليه وسلم: «اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت» (رواه مسلم) .
١٢ - حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على طيب الكلام فقال: «اتقوا النا ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة» .
(رواه البخاري) .
١٣ - أن المسلم له حرمة عظيمة في دمه وماله وعرضه، قال صلى الله عليه وسلم في خطبة يوم النحر بمنى في حجة الوداع: «إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا» (رواه البخاري) .
١٤ - إن من الأداب أن يستمع المسلم لأخيه حتى ينتهي من كلامه ولا يقاطعه، لأن ذلك يفضي إلى الشحناء والبغضاء لما في ذلك من التنقص وعدم المبالاة بالآخرين، وبالتالي تكثر المنازعات، وتقل الفائدة من الحديث، وتضيع الأوقات.
١٥ - النهي عن اللدد وكثرة الخصومة، قال صلى الله عليه وسلم: «إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم» .
(رواه البخاري) ، والألد هو: شديد اللدد كثير الخصومة، والخصم
: هو الذي يخصم أقرانه ويحاجهم بالباطل ولا يقبل الحق.
١٦ - حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الظلم لعظم حرمته بقوله: «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» (رواه مسلم) .
وقال: «إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفتله، ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} » .
(رواه البخاري) .
١٧ - النهي عن كثرة الضحك لقوله صلى الله عليه وسلم: «أقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب» (الأدب المفرد) .
١٨ - لا تجوز الشهادة على عقود الربا بل لعن الرسول صلى الله عليه وسلم الشهود بقوله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله آكل الربا وموكله، وشاهديه، وكاتبه» (رواه الترمذي) .
١٩ - تحريم شهادة الزور، ولعظم تحريمها قرنها الله - عز وجل - بالشرك، قال تعالى: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور} وقد نهى الله تعالى عن كتمان الشهادة لقوله تعالى: {ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم} .
٢٠ - النهي عن الافتخار، قال تعالى: {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور} .
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد» (رواه مسلم) .
٢١ - لا يجوز الشماتة بالمسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك» (رواه الترمذي) .
٢٢ - النهي عن السخرية بالمسلم: قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} .
٢٣ - نهى - سبحانه وتعالى - عن المن بالعطية ونحوها في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} ، قال المفسرون: أي لا تبطلوا ثوابها.
٢٤ - والنهي والزجر عن إفشاء العلاقة الزوجية لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرهما» (رواه مسلم) .
٢٥ - النهي عن انتهار الأيتام والفقراء قال تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر} .
٢٦ - لا يجوز الحلف بغير الله، كالحلف بالكعبة والأمانة والوالدين ولشرف والحياة والنبي صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» (رواه الترمذي) وقال صلى الله عليه وسلم: «فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت» (رواه البخاري) .
٢٧ - إن من أقبح الذنوب وفواحش العيوب الكذب فقد جاء تحريمه بالكتاب والسنة، منها قوله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً} .
وقوله صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» (رواه البخاري) .
وأعم الكذب الكذب على الله - عز وجل - وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين} .
ومن ذلك - أي الكذب - التحليل والتحريم بغير علم، قال الله تعالى: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} .
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي متعمداً فليتبؤأ مقعده من النار» (رواه البخاري) .
لهذا يجب التثبت فيما يحكيه المرء وعدم التحديث بكل ما سمع إذا لم يظن صحته كما قال صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع» (رواه مسلم) .