للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سكون، ونهاية كل متكون أن لا يكون، وآخر الأحياء فناء، والجزع على الأموات عناء، وإذا كان كذلك، فلم التهالك على هالك. حشو هذا الدهر الخؤون أحزان وهموم، وصفوه من غير كدر معدوم. إذا سمح الدهر بالحباء، بأبشر بوشك الانقضاء، وإذا أعار، فاحسبه قد أغار، وإذا حالف، فاحسبه قد خالف. الدهر طعمان حلو ومر، والأيام صرفان عسر ويسر، والخلق معروض على طورية، مقسوم الأحوال على دوريه. لكل شيء غاية ومنتهى، وانقطاع وإن بعد المدى. ترك الجواب، داعية الارتياب، والحاجة إلى اقتضاء، كسوف في وجه الرجاء. النجيب إذا جرى لم يشق غباره، والشهاب إذا سرى لم تلحق آثاره. من أين للضباب، صوب السحاب، وللغراب هوي العقاب، وهيهات أن تكسب الأرض لطافة الهواء، ويصير البدر كالشمس في الضياء. قد يستعذب الشريب من منبع الزعاق، ويستطاب النحيب من النهاق. كل غم إلى انحسار، وكل عال إلى انحدار. هم المنتظر للجواب ثقيل، والمدى فيه وإن كان قصيراً طويل.

كلام الإسكافي

ما أخرج من كلام أبي القاسم علي بن محمد الإسكافي الزمان صروف تجول، وأمور تحول. الأخلاق تنميها الأعراق، والثمار تنبي عنها الأشجار. الشكر به زكاء النعمى، والوفاء معه صلاح العقبى. السعيد من تحلى بزينة الطاعة، واقتدح بزند الجماعة. العامة لا تفقه حقائق المذاهب، ولا تعرف عواقب التألب والتجارب. المخذول يرفع رأساً ناكسا، ويبل فماً يابساً. لا يشوقنك غرارة الصبي، ولا يروقنك زخرف المنى. استعذ بالله من نزغات الشيطان، ونزقات الشبان. من خلا له الجو باض وصفر ومن استرخى به اللبب نزا وطفر.

كلام ابن العميد

ما أخرج من كلام أبي الفضل بن العميد

متى خلصت حال من اعتوار إذى، وصفا فيه شرب من اعتراض قذى. قد

<<  <   >  >>