للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشر قبل استفحاله، وقوم الميل ما دام الغصن غضاً يقبل التقويم، ورطباً يطيع التثقيف، ولا تنتظر به العسور والامتناع، وداو فتقاً تنهره الأيام خرقاً إن ترتكته، ارأب شعباً يزيده الدهر وهياً إن أغفلته. المزح والهزل بابان إذا فتحا لم يغلقا إلا بعد العسر، وفحلان إذا ألقحا لم ينتجا غير الشر.

ما أخرج من كلام أبي محمد الحسن بن محمد المهلبي الوزير

من تعرض للمصاعب، تثبت للمصائب. من ضاف الأسد قراه أظفاره، ومن حرك الدهر أراه اقتداره. من حنث في أيمانه، وأخل بأمانته، فإنما ينكث على نفسه. القلب لا يملك بالمخاتلة، ولا يدرك بالمجادلة. التصرف أسنى وأعلى، والتعطل أعفى وأصفى. أكفف عن لحم يكسبك بشما، وفعل يعقبك ندما. مكن موضع رجلك، قبل مشيك، وتأمل عاقبة فعلك، قبل سعيك. لا تبد وجه المطابق الموافق، وتخفي نظر المسارق المنافق. لا تعدل عن النص، إلى الخرص، وعن الحس، إلى الهجس. ربما وفي ظنين، وهفا أمين. قتل الإنسان ظلم، وقتل قاتله حكم، لو لم يكن في تهجين الرأي مفرد، وتبين عجز التدبير الأوحد. إلا أن الأستلقاح وهو أصل كل شيء لا يكون إلا بين اثنين، وأكثر الطيبات أقسام تجمع، وأصناف تؤلف، لكفى بذلك ناهياً عن الأستبداد، وأمراً بالاستمداد.

كلام إسماعيل بن عباد

ما أخرج من كلام الصاحب أبي القاسم إسماعيل بن عباد

من استجار به فقد وطيء النجم بقدمه، وسبق القدم بتقدمه. من اسمتاح البحر العذب، استخرج اللؤلؤ الرطب. من غرته أيام السلامة، حدثته السنة الندامة. من لم يهزه يسير الإشارة، لم ينفعه كثير العبارة. رب لطائف أقوال، تنزب عن وظائف أموال. الكلام إذا تكرر في السمع، تقرر في القلب. من طلب الري من الفرات لم يخش الظمأ في ورده. ومن قصد الكريم برجائه

<<  <   >  >>