للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأنهار، ليس في قرار سمك البحار. قراءة كتاب الصديق نعم ترياق سم الغم. قليل السلطان كثير، ومداراته حزم وتدبير، كما أن مكاشفته غرور وتغرير. شر من الساعي من أنصت له، وشر من متاع السوء قبله. لا خير في حب لا تحتمل أقذاؤه. ولا يشرب على الكدر ماؤه. خير الكلام ما استريح من ضده إلى ضده. ورتع بين هزله وجده. أوجع الضرب ما لا يمكن منه البكاء، وأشد الشكوى ما لا يحققه الاشتكاء. كل غم كان سبباً للسرور، فهو سرور، وكل ظلمة كانت طريقاً إلى النور، فهي نور. أبى الله أن يقع في البئر إلا من حفر، وأن يحيق المكر السيء إلا بمن مكر. الدعاء غاية من ضاق إمكانه، ولم يساعده زمانه. ما تعب من أجدى، وما استراح من أكدى، وحبذا كدر أورث نجحا، وشوكة أجنت ثمرا. للرياسة شروط وتوابع، وللتجارة فيها أرباح ووضائع، فرأس مالها اعتقاد المنن في الأعناق، وتبليغ الرجال مقادير الكفاية

والاستحقاق

. من طمس عين الشمس، فقد نطق عن مقداره في الحس. هل على الأرض عار أن تطلب سقيا السماء؟ وهل على الفقراء نقص أن يأخذوا صدقة الأغنياء؟. وهل يعيب النهر أن يستمد من البحر؟ وهي يضع الساري أن يستضيء البدر. قد يتواضع الأسد لصيد الأرنب، وافتراس الثعلب. وإن كان يصطاد الفيل، ويفترس الزندفيل. حق لنهر انشعب من بحر، أن يكون غزيراً ولنجم استضاء ببدر، أن يكون منيرا. بالآباء يقتدي الأولاد، وعلى الأعراق تجري الجياد. كل إنسان يجري على عرق أوليه، وكل إناء يرشح بما فيه. قد يصبر الكريم على عشرة من لا يحبه، ولا يميل إليه قلبه. العاقل إذا إبغض إنصف، وإذا أحب الطف. من ذا يزحم الداء والموت داؤه، ويثق بالأصدقاء والأيام أعداؤه. لا ثبات على سم الأسود، ولا قرار على زأر الأسد. كيف يقدر على الدواء، من لا يهتدي إلى الداء. وكيف يداوي أعداءه، من لا يعرف أصدقاءه. قد هابك من استتر، ولم يذنب إليك من اعتذر. ومن رد إليه عذره فقد أخرجه إلى

<<  <   >  >>