للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشجاعة بعد الجبن، وأخرج ذنبه إلى صحن اليقين من سترة الظن. ليس بين الموالاة والمعاداة إلا لقية شنعة، أو لفظة قذعة. رب فعل يصاب به وقته فيكون سنة، وفي غير وقته يكون سبة. بالصبر ينال العلى، وعند الصباح يحمد القوم السرى في الزوايا خبايا، وفي الرجال بقايا. أشرف من الحق من قبله، وأحسن من الحسن من فعله. هل يبرأ المريض بين الطبيبين؟ وهي يسع الغمد سيفين؟ لم أر معلماً أحسن تعليماً من الزمان، ولا متعلماً أسوأ تعلماً من الإنسان. قدماً أخلف الدواء شاربه، وخان الرجاء صاحبه. من الناس من إذا ولي عزلته نفسه، ومنهم من إذا عزل ولاه فضله. كيف يشكر القمر على أن يلوح، والمسك على أن يفوح. وكيف يقال للنجم ما أضواك، وللفلك ما أعلاك، وللعسل ما أحلاك. إن ولاية المرء ثوبه، إن قصر عنه عري منه، وإن طال عليه عثر فيه. ما المحنة إلا سيل، والسيل إذا وقف انصرف. وما الأيام إلا جيش، والجيش إذا لم يكر، فقد فر، وإذا لم يقبل إليك أدبر عنك. من أراد أن يصطاد قلوب الرجال، نثر لها حب الإحسان والإجمال، ونصب لها أشراك الفضل والإفضال. إذا كان لا بد من عبادة مخلوق، ومن استرزاق مرزوق، فليضع الحر رقة بيدي كريم، وليجعل غدوه ورواحه إلى باب عظيم. في كتمان الداء، وفي عدم الدواء، عدم الشفاء. م لم ينه أخاه فقد أغراه، ومن لم يداو عليله فقد أدواه. نعم جنة المرء من سهام دهره، نزوله عند قدره، ونعم السلم للأرزاق، طلبها من طريق الاستحقاق. ما أكثر من يخطيء بالصنيعة طريق المصنع، ويخالف بزرعه موضع المزرع. أكبر من الأسير من أسره ثم أعتقه وأشجع من الأسد من قيده ثم أطلقه إذا عتقت المنادمة صارت نسباً دانيا، وكانت رضاعاً ثانياً.

ما أخرج من كلام الأمير أبي الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي

لله ألطاف تنتصر من الباغي، وتقضي بنيل المباغي. الفاضل لا يسلم من

<<  <   >  >>