للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (١) ، وقد أمر الله جل وعلا بالمسارعة إلى مغفرته وإلى الجنة دار كرامته التي أعدها لأوليائه المتقين الذين ينفقون أموالهم في السراء والضراء والشدة والرخاء ويكظمون غيطهم, ويعفون عمن ظلمهم حيث يقول سبحانه: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ*وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ*أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (٢) ، وقد روى ابن حبان عن هشام عن أبيه عن ابن عمر في هذه الآية: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (٣) قال: أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعفو عن أخلاق الناس (٤) .

[العفو في أسماء الله الحسنى]

العفو اسم من أسماء الله الحسنى الذي ورد في القران الكريم وفي سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والعفوُ هو الذي له العفو الشامل


(١) - سورة آل عمران (١٥٩) .
(٢) - سورة آل عمران (١٣٣-١٣٦) .
(٣) - سورة الأعراف (١٩٩) .
(٤) - روضة العقلاء ص (١٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>