للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثالث والخمسون

[الحج]

الحج

الحج لغة: القصد الى معظَّم. وفي الشرع: قصد البيت الحرام بمكة للعبادة باداء اعمال مخصصة في زمن مخصوص لمن استطاع اليه سبيلا, وهو الركن الخامس من اركان الإسلام فرضه الله على كل بالغ مستطيع. والحج في الاسلام يختلف عن الحج في سائر الاديان, اذ ان الحج عندها عبارة عن التبرك بقبور القديسين وما تركوه من اثار ومبان, وهذا ماكرهه الإسلام ونفر منه. فالاسلام يعتبر الحج وسيلة لتحقيق الفوائد الروحية والادبية والاجتماعية والاقتصادية, والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} (١) وقد فسر العلماء المنافع يانها دينية ودنيوية معا, والدين والدنيا في نظر القرآن مترابطان ترابط الروح بالجسد, فاذا كان الدين يمد الروح بالايمان الصحيح والاداب, فان امور الدينا تمده باسباب البقاء ودواعي الارتقاء, والحج مؤتمر عام لتوحيد غايات المسلمين وتوجيههم الى مصادر الحياة الصحيحة بما يقتبسه بعض شعوبهم من ثقافات البعض الاخر, وفيه تعويد للنفس على مكارم الاخلاق والبعد عن الرفث والفسوق والشقاق, وفي الذكر الحكيم: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ


(١) - سورة الحج الآيتان (٢٧-٢٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>