للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرضا بما رضي الله به لك فلاح ونجاح]

الرضا يثمر الشكر وهو اعلى درجات الايمان بل هو حقيقته, فقل رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا ففي الحديث ان (النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ أَوْ إِنْسَانٍ أَوْ

عَبْدٍ يَقُولُ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (١) رواه ابن ماجه وفي رواية لمسلم (أَنَّهُ قَالَ مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ) (٢) وقال الشاعر:

عساك ترضا وكل الناس غاضبة ... اذا رضيت فهذا منتهى املي

وقال اخر:

فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ ... وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ

وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ ... وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ

إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ ... وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابِ

ويا لَيتَ شُربي مِن وِدادِكَ صافِياً ... وَشُربِيَ مِن ماءِ الفُراتِ سَرابُ (٣)

فارض اخي باحكام الله واقداره, ولا تسخط او تقلق او تغضب, لاترض فقط في امور توافق هواك وتسخط اذا حصل مايخالف مرادك فهذا ليس من صفات العارفين الذاكرين الشاكرين الموحدين لله رب العالمين,

قال الشاعر:

رضينا بك اللهم ربا وخالقا ... وبالمصطفى المختار نورا وهاديا


(١) - ابن ماجة في سننه حديث رقم (٣٨٦٠) .
(٢) - مسلم في صحيحه حديث رقم (٥٧٩) .
(٣) - تنسب هذه الابيات للحلاج, وينسب البيتان الاولات منها لابي فراس الحمداني. وقيل غير ذلك والله اعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>