الرفق: لين الجانب بالقول والفعل والاخذ بالاسهل مالم يكن مكروها او حراما, وهو خلاف العنف وسبب كل خير, والرفق من سمات المؤمن التي زين الأسلام بها حياته. والرفق من الخلال الجميلة، والصفات الحميدة، والفضائل الجليلة، فمن استعمل الرفق في أموره غنم، ومن ركب العنف ندم، ومن اقتحم اللجة اتلف المهجة، ومن أعجبته آراؤه غلبته أعداءه، ومن اقتحم الأمور لقي المحذور، ومن جعل الرفق دليله كان الإحسان رفيقه، والأناه نصيبه، وتجنب في أموره العجل، ولم يقع في مستنقع الزلل، والرفق مفتاح الرزق، صنيعه يصل إلى القلوب، ويرضى عن صاحبه علام الغيوب، وصاحب الرفق أليف محبوب، فمن جعل الرفق حليته حسنت سيرته، وتالّف الأضداد، ووصل إلى المراد، ومن جانب الرفق جانب السلامة، ووقع فيما يوجب الندامة والملامة، وعجل في أموره، وزال سروره، فالعجول مخطئ وان ملك، والمتأني مصيب وان هلك، فمن أعطي الرفق فقد أعطي حظه من الخير، وأحبه الله والناس، وفي الحديث النبوي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنْ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنْ الْخَيْرِ)(١) ، قال الذهبي رحمه الله: وعن نصر بن على قال دخلت على المتوكل، فإذا هو يمدح الرفق فأكثر، فقلت يا أمير المؤمنين أنشدني الأصمعي:
(١) - سنن الترمذي باب ما جاء في الرفق حديث (٢٠١٣) .