مما لاريب فيه ان الانسان اذا ضيع شيئا ندم وتحسر عليه, فكيف به اذا اضاع اجمل ايام حياته واكثرها عطاءً, وهل الانسان الا ذلك الطفل الصغير الذي تحرص على تربيته واكرامه, فاذا وصل الى مرحلة شبابه واخذ من الحياة ارابه, في حيوية ونشاط وابداع وتقوى وصلاح, سعدت الامة وتعاظم بناؤها, وزدهرت ايامها, وتبدل شقاؤها سعادة وراحة, فايام الشباب هي ايام البناء الثقافي والاقتصادي والاجتماعي ومرحلة العطاء الذي يؤدي الشباب فيه واجبهم نحو الامة والوطن, فالتطور الايجابي والنمو السليم لايكون الاحيث يكون شباب الامة في عافية, ومن اجل ذلك فان الاعداء لايضعون هممهم لافساد الامة والقضاء على خيراتها وقدراتها الا باتجاههم نحو افساد شبابها, ذلك لانهم يفهمون انها لاتنهض الامة الابسواعد الشباب, ولاتكون ناجحة في مناهجها التربوية والثقافية الا حين يتحصن شبابها بالعلم والمعرفة, ويتجهون نحو عبادة خالقهم وبناء اوطانهم, فاذا اضاع الانسان شبابه باتباع طرق الشيطان والانخداع لمكايد الاعداء فانه سيندم ويبكي, ويتحسر على ما مضى وانقضى من ايام شبابه في غير صلاح ولا اصلاح, وفي الحديث النبوي الشريف: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن شبابه فيما ابلاه وعن عمره فيما افناه وعن ماله من