للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عداوة العاقل خير من صداقة الأحمق]

من الأمور المسلم بها أن العاقل لا يقاتل بدون عدة, ولا يخاصم بغير حجة, ولا يصارع بغير قوة, ولا يتكل على الجاه أو المال ولو كان في تمام الحال, لأن المال يحل ويرتحل والعقل يقيم ولا يبرح.

قال شعبة: إني لأرى الرجل يجلس مع من هو أقل عقلاً فأمقته. (١)

ولا يكاد الإنسان يرى عاقلاً إلا موقراً للعلماء, ناصحاً للأقران, مواتياً للإخوان, متحرزاً من الأعداء غير حاسد للأصحاب, ولا مخادع لأولي الألباب, لا يتحرش بالأشرار, ولا ينقاد للهوى, ولا يجنح للغضب, ولا يرمح في الولاية, ولا يدل الصاحب على مسالك الغواية, فعداوة العاقل خير من صداقة الأحمق الغافل, ورحم الله دعبل الخزاعي حيث يقول:

عداوة العاقل خير إذا ... حصلتها من خلة الأحمق

لأن ذا العقل إذا لم يزع ... عن حلمه استحيى فلم يخرقِ

ولن ترى الأحمق يبقي على ... دين ولا ود ولا يتقي (٢)

[العقل مناط التدبر وطريق الهدى والرشاد]

بالعقل تعمر القلوب, وتتحقق السعادة, وبه يكون الحظ, وتنتفي الفاقة, فهو مناط التكليف, ومحل تعقل آيات الله الخبير اللطيف وتدبر أحكامه قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ


(١) - روضة العقلاء ص٢٥.
(٢) - ديوان دعبل الخزاعي ص١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>