للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

[مقدمة]

إن أفصح الكلام, وأجمل ما نطق به اللسان, وأفضل ما انتظمته عقود البلاغة من البيان, وأنفس ما جرت به الأقلام حمد الله الواحد المنان, وإفراده بالتوحيد والتقديس على الدوام, والثناء عليه في كل آن, تنزه سبحانه وتعالى عن الشبه والنظير, لا إله إلا هو وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيءٍ قدير, ثم الصلاة والسلام على محمد عبد الله ورسوله المجتبى من ولد عدنان وعلى آله وصحبه الكرام الذين حملوا القرآن ونشروا الإسلام في سائر البلدان, وبعد:

فإن من محاسن العرب, وتمام الأدب حسن اختيار الكلمات الفصيحة, والمفردات البينة الصحيحة, والجمل الواضحات البليغة لغرض التعبير بها في الدلالة على المقصود الذي يسعى إليه, أو يراد الوقوف عليه, خاصةً فيما انتظم العرب في خطبهم وأشعارهم, وابتكروه في قصصهم وأمثالهم, فإنهم يغترفون من مفردات اللغة العربية أعذبها, ومن الجمل أروعها وأنسبها, ليصلوا بذلك إلى قلوب الناس وعقولهم, وليحركوا أحاسيسهم ومشاعرهم, وأطيب ذلك يبهج القلب, ويفرح النفس, ويمتع الضمير, ويسر الخاطر, لأنه يظهر العلم, ويحث على العمل, ويصف الجمال, ويرشد إلى الصواب, ويحذر من القبيح, ويبعد عن الكسل, ويدفع الهم والحزن, ويرشد إلى تزكية

<<  <  ج: ص:  >  >>