للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينتهي الكرم ومكارم الأخلاق، ويرحم الله القائل:

ما قالَ لا قَطُّ إِلا في تَشَهُّدِهِ ... لَولا التَشَهُّدُ كانَت لاءَهُ نَعَمُ

إِذا رَأَتهُ قُرَيشٌ قالَ قائِلُها ... إِلى مَكارِمِ هَذا يَنتَهي الكَرَمُ (١)

[الكريم يكرم ضيفه]

الكريم يكرم ضيفه، ويكرم أهله، ويكرم جاره، وفي الحديث النبوي قال رسول الله عليه وآله وسلم: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ, وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ, وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ) (٢) ، وفي الأمثال السائرة: "أكرم من العذيق المرجب" والعذيق النخلة يكثر حملها فيجعل تحتها دعامة وتسمى الرجبة، ويقولون: رجّبت النخلة، ونخلة مرجبة، وعذق مرجّب، فيقول: هو في الكرم كهذه النخلة من كثرة حملها (٣) .

يروى لحاتم الطائي أنه قال:

وَإِنّي لَعَبدُ الضَيفِ ما دامَ ثاوِياً ... وَما فيَّ إِلا تِلكَ مِن شيمَةِ العَبدِ

أما مسكين الدارمي فهو يقول:

طَعامي طعام الضيف والرحل رحله ... ولم يلهني عنه غزال مقنعُ

أَحدثه إِن الحَديثَ من القرى ... وَتعرف نفسي انه سوف يهجَعُ


(١) - ديوان الفرزدق, والبيتين في مدح الإمام زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه, وهي تنطبق على الصفات والخلال النبوية.
(٢) - البخاري في صحيحه باب اكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه حديث (٥٧٨٧) .
(٣) - مجمع الامثال للميداني ج (١) ص (١٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>