للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحاسد لا يرد قدر الرازق.]

في الأمثال السائرة: "ماذا يصنع الحاسد مع الرازق" أي أن الحسد لا يرد قدر الرازق وهو الله سبحانه وتعالى, فليس له إلا الحسد وعناؤه.

وفي مجمع الأمثال للميداني: "ليس للحاسد إلا ما حسد" أي لا يحصل على شيء إلا على الحسد فقط و (ما) مع الفعل مصدر كأنه قيل: ليس للحاسد إلا حسده. (١)

فالحاسد يستحق الرثاء على نفسه والشفقة عليه مما ألم به, والأحرى بالمحسودين أن يعفوا عن الحاسدين, كما أمر بذلك رب العالمين حيث يقول: {فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ} (٢) .

وقال معن بن زائدة:

إِنّي حُسِدتُ فَزادَ اللَهُ في حَسَدي ... لا عاشَ مَن عاشَ يَوماً غَيرَ مَحسودِ

ما يُحسَدُ المَرءُ إِلاَّ مِن فَضائِلِهِ ... بِالعِلمِ وَالظَرفِ أَو بِالبَأسِ وَالجودِ (٣)

وفي امثال العرب الحسد داء الجسد, والحسد داء لايبرء, والحسد داعية النكد, والحسد مطية التعب, وقيل الحسود فقير وعند الله حقير, والحسود لايسود, وقيل لاراحة لحسود, وصحة الجسد من قلة الحسد, وفي الذكر الحكيم {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْءَاتَيْنَآءَالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} (٤) , {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا} (٥) ,


(١) - مجمع الأمثال ص٢٠١.
(٢) - سورة البقرة الآية (١٠٩) .
(٣) - انظر: أمالي المرتضى ج١ص٤١٥, وزهر الأدب لأبي اسحاق القيرواني ج١ص٢٠٣, والموسوعة الشعرية ص١٨١.
(٤) - سورة النساء الآية (٥٤) .
(٥) - سورة الفتح الآية (١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>