للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طعن يفري كبداً حرة ... ويمزق قلب الحرية

إلا إن خانوا أو لانوا ... وأحبوا المتع الأرضية

يرضون بمكس الذل ولم ... يعطوا مهراً للحرية

لن يرفع فرعون رأساً ... إن كانت بالشعب بقية

فجيوش الطاغوت الكبرى ... في وأد وقتل الحرية

من صنع شعوب غافلة ... سمحت ببروز الهمجية

حادت عن منهج خالقها ... لمناهج حكم وضعية

واتبعت شرعة إبليس ... فكساها ذلاً ودنية

فقوى الطاغوت يساويها ... وجل تحيى فيه رعية

لن يجمع في قلب أبداً ... إيمان مع جبن طوية

[الحر يحفظ الود]

من اصطنع حراً استفاد شكراً, فالحر يحفظ الود والعهد, فهو لا يترك عهده لفقد النصرة, وعدم القدرة, أو الشعور بقوة الخصم, ولهذا قيل: "خير الأموال ما استرق حراً, وخير الأعمال ما استحق شكراً", فالإحسان إلى الأحرار يحفظ في قلوبهم, ويظهر في سلوكهم, وما أحسن ما قاله العلامة علي بن احمد خريصة اليماني:

ليس بحر ولا كريم ... من غيرت وده الدهورُ

الحر حرٌ وإن جفاه ... دهرٌ وحالت به الأمورُ

ليس الفتى من إذا ألمت ... أزمة دهرٍ به يخورُ

ولا الذي إن به تراخت ... حال رأى أنه الخطيرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>