للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الم تر أن الحلم زين مسوّد ... لصاحبه والجهل للمرء شائن

لصاحبه

فكن دافناً للشر بالخير تسترح ... من الهم إن الخير للشر دافن

ولأبي العتاهية:

ما أَزيَنَ الحِلمَ لأَربابِهِ ... وَغايَةُ الحِلمِ تَمامُ التُقى

وله أيضاً:

وَقارُ الحِلمِ يَقرَعُ كُلَّ جَهلٍ ... وَعَزمُ الصَبرِ يَنهَضُ بِالجَليلِ

ويقول ابن شيخان السالمي:

ومن ترقى بمرقى الحلم ما عرضت ... في قصده حاجة إلا وحصَّلَها

[الحليم ذو عزة]

الحلم حلية رفيعة يحسن أن يتحلى به الملوك والعبد المملوك, فقد وورد في حدث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا حَلِيمَ إِلاَّ ذُو عِزَّةٍ وَلا حَكِيمَ إِلاَّ ذُو تَجْرِبَةٍ) (١) . وفي رواية: (لا حَلِيمَ إِلاَّ ذُو عَثْرَةٍ وَلا حَكِيمَ إِلاَّ ذُو تَجْرِبَةٍ) (٢) , أي انه لا يحصل له الحلم ويوصف به حتى يركب وتنخرق عليه ويعثر فيها فيعتبر بها ويستبين مواضع الخطاء ويتجنبها, وقال أبو حاتم: العرب تضيف الاسم إلى الشيء للقرب إلى التمام وتنفي الاسم عن الشيء للنقص من الكمال، فلما كان الغالب


(١) - رواه احمد في المسند حديث (١٠٦٣٤) , وأوره العجلوني في كشف الخفاء ومزيل الاباس عما اشتهر من الأحاديث على الألسنة الناس ج (٢) ص (٣٦٢) طبعه دار الإحياء بيروت.
(٢) - رواه الترمذي في سننه باب ما جاء في التجارب حديث (١٩٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>