للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاقلاع عنه وسيلة لنيل رحمة الله, ونيل الخيرات والعطايا في الحياة الدنيا, وفي الذكر الحكيم: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} (١)

قال الشاعر:

يا من عدى ثم اعتدى ثم اقترف ... ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترف

ابشر بقول الله في اياته ... ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف (٢)

وقال اخر:

ما زلت اعرف بالاساءة دائما ... ويكون منك العفو والغفران

لم تنتقصني إن اسأت وزدتني ... حتى كان اساءتي احسان

منك التفضل والتكرم والرضا ... أنت الإله المنعم المنان

[الاستغفار علاج للامراض النفسية]

الاستغفار فيه علاج للامراض النفسية, فاستشعار الانسان العفو عنه بالاستغفار يزيل العقد النفسية, والهموم الفكرية, فمما لاريب فيه ان المؤمن الذي يشعر برقابة الله عليه في كافة اعماله تقل اخطاؤه لامحاله, ولكن الانسان بطبيعته غير معصوم وهو بشر ضعيف, قد تزل قدمه فيقع في الخطا, ولكنه اذا اخطا ثاب الى رشده ونهض من كبوته, فهو يستغفر الله ليزيح ما علق به من الاثم, ثم يستانف طريقه الى الغاية التي خلق من اجلها (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ


(١) - سورة هود الاية (٣) .
(٢) - هذان البيتان لعبد القادر بن طاهر التميمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>