للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العزيز الحكيم: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا} (١)

ولله در القائل:

ما شَقوَةُ المَرءِ بِالإِقتارِ يُقتِرُهُ ... وَلا سَعادَتُهُ يَوماً بِإِكثارِ

إِنَّ الشَقِيَّ الَّذي في النارِ مَنزِلُهُ ... وَالفَوزُ فَوزُ الَّذي يَنجو مِنَ النارِ

أَعوذُ بِاللَهِ مِن أَمرٍ يُزَيِّنُ لي ... لَومَ العَشيرَةِ أَو يُدني مِنَ العارِ

وَخَيرُ دُنيا يُنسِّي شَرَّ آخِرَةٍ ... وَسَوفَ يُنبئُني الجَبّارُ أَخباري

لا أُدخُلِ البَيتَ أَحبو مِن مُؤَخِّرِهِ ... وَلا اِكسِّرُ في اِبنِ العَمِّ أَظفاري

إِن يَحجُبِ اللَهُ أَبصاراً أُراقِبُها ... فَقَد يَرى اللَهُ حالَ المُدلَجِ الساري (٢)

[الله مقلب القلوب فلا تغفل]

ان الله سبحانه وتعالى جعل قلوب عباده بيده, وما اكثر ما تضيق قلوب الاشقياء, وتلين قلوب السعداء, فالقلوب بيد الله, فهو الذي يسعدك, وهو الذي يقبض عنك كل سعادة, وقد ملك زمام كل شيء, واليه يرجع امر كل شيء, فاذا قبض القلب فهو لايفهم, واذا قبض العقل فانه لايدرك ولايتعلم, فاذا اطعت الله ورجعت اليه فان قلبك سيكون مفعما بالسعادة والرضا, فأنت تتقلب من حال الى حال, من حالة بسط الى حالة قبض, ومن حالة قبض الى حالة بسط, فقلبك يطلع عليه الله وينظر اليه, ففي


(١) - سورة الشمس الاية (١١-١٥) .
(٢) - هذه الابيات للمغيرة بن حبناء, وقيل ايضا انها ليزيد بن حبناء, والله اعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>