للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث النبوي (إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) (١) , فاذا جاءك القبض اثر معصية او مخالفة او عدوان فهذا قبض معصية, وعلاج ذلك بالتوبة والرجوع الى الله, اما اذا كان القبض لغير ذلك او لامر لاتعرفه فإن ذكر الله يجعل القلب مطمئنا, وملازمة الاستغفار يذهب عنه الاوضار, فالله جل وعلا يقلب القلوب يقبضها ويبسطها, ولعلك تدرك ان الله اذا قبض عنك الأحوال الطيبة شعرت بالوحشة والضيق والحرمان, وشعرت انك مردود, واذا ذكرت الله وفوضت الامر اليه واستغفرت وتلوت القرآن من الله عليك بالتجلي, وشعرت بالخشوع والسرور, والانشراح والانس والسعادة, فكن على يقين, ان معك ميزانا اذا اعتديت وعصيت شعرت بالاكتأب, وضاق صدرك وان كانت دارك واسعة واموالك كثيرة فإن ذلك لايشعر بالسعادة, فلا تكن من الغافلين, قال الشاعر:

ما بال قلبك قد الهاه عاجله ... من امر دنياه حتى فات اجله

يا غافلا والمنايا غير غافلة ... هل رد حتف امرئ عنه تغافله (٢)

فبذكر الله تطمئن القلوب, وتشرق النفوس, وتسعد الحياة, ويزول الكدر, ويذهب الضيق والضجر, قال الشاعر:

لاتضق ذرعا بحالٍ ... فالذي سواك حاضر

وهو بي ارحم مني ... كلما دارت دوائر


(١) - مسلم في صحيحه حديث رقم (٤٦٥١) .
(٢) - هذان البيتان منسوبة في الموسوعة الشعرية لفتح بن محمد السعدي الدمياطي.

<<  <  ج: ص:  >  >>