للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما ما لا يحمد ولا يذم: هو ما خلا عن هذين القصدين وتجرد عن الوصفين.

والمقصود أن هذا الحديث الشريف مشتمل على أصلين عظيمين: فأوله معرفة وأخره سلوك, فيعرف الله سبحانه وتعالى بالجمال الذي لا يماثله فيه شيء, ويعبده من الجمال الذي يحبه من الأقول والأفعال والأخلاق فيحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق, وقلبه بالاخلاص والمحبة والإنابة والتوكل, وجوارحه بالطاعة, وبدنه باظهار نعمه عليه في لباسه وتطهيره له من الأنجاس والأحداث والأوساخ والشعور المكروهة والختان وتقليم الأظفار, فيعرفه بصفات الجمال ويتعرف إليه بالأفعال والأقوال والأخلاق الجميلة, فيعرفه بالجمال الذي هو وصفه, ويعبده بالجمال الذي هو شرعه ودينه, فجمع الحديث قاعدتين: المعرفة والسلوك. (١)

[دعاء الله باسمه الجميل الجليل]

نسألك اللهم يا جميل يا جليل يا من جماله وجلاله ملؤ الارض والسماء، أن توفقنا والمؤمنين إلى ما تحب وترضى من القول والفعل الجميل، وأن تجملنا بالتقوى وتزيننا بالحلم وان تكرمنا بالعافية، وان تصلنا ببرك وإحسانك الجميل، وأن ترزقنا والمؤمنين محبتك ومحبة شريعتك ومحبة عبادك الصالحين، واتباع هدي نبيك خاتم المرسلين انك على كل شيء قدير،


(١) - الفوائد لابن القيم، ص (٣٥٧) ، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه أبو عبد الرحمن احمد زمرلي, الطبعة الأولى, الناشر: الشركة الجزائرية اللبنانية ١٤٢٧هـ٢٠٠٦م.

<<  <  ج: ص:  >  >>