للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وارى المليك إذا استبد مُهدداً ... بالموت أو بتغير الأحوال (١)

[طاعة السلطان]

إن طاعة السلطان الذي يلي أمور الأمة ويسوسها بالعدل ويرعى مصالحها سواءً كان ملكاً أو رئيساً أو أميراً أو إماماً, لا تستقيم شئون الناس وتنصلح أحوالهم إلا بها, وإلا تطيع الأمة أمراءها وولاة أمورها فسدت أحوالها, واضطربت أمورها, واختل أمنها, وتغول القوي على الضعيف, ولهذا أرشد الحق سبحانه وتعالى إلى طاعة أولي الأمر فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} (٢) .

فطاعة الأمراء في المعروف مما تستقيم به أحوال الناس, وتتوحد به كلمتهم, وتعمر به ديارهم, وترفرف به السعادة على بلدانهم, وهي مع ذلك طاعة لله ولرسوله, ففي الحديث النبوي: (مَنْ يُطِعْ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي) (٣) , ورحم عبد الله بن المبارك حيث يقول:

أطاع اللَه قومٌ فاستراحوا ... ولم يتجرّعوا غُصَصَ المعاصي (٤)


(١) - إصلاح المجتمع ص (٩٣) .
(٢) - سورة النساء الآية (٥٩) .
(٣) - أخرجه البخاري في صحيحه باب يقاتل من وراء الإمام حديث (٢٧٩٧) , ومسلم في صحيحه باب وجوب طاعة الأمراء حديث (١٨٣٥) .
(٤) - انظر: الموسوعة الشعرية ص١٤٤ , وديوان ابن المبارك ص٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>