للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولله در القائل:

أَما وَاللَهِ إِنَّ الظُلمَ لومُ ... وَما زالَ المُسيءُ هُوَ الظَلومُ

إِلى دَيّانِ يَومِ الدينِ نَمضي ... وَعِندَ اللَهِ تَجتَمِعُ الخُصومُ

سَتَعلَمُ في الحِسابِ إِذا اِلتَقَينا ... غَداً عِندَ الإِلَهَ مَنِ المَلومُ (١)

ويرحم الله الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث يقول:

لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِراً ... فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ

تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ ... يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ

أما محمد بن عيسى بن طلحة فهو يقول:

ولا تعجل على احد بظلم ... فان الظلم مرتعه وخيم (٢)

[الظلم في الأمثال السائرة]

والظلم قبيح ومرتعه وخيم، وفي الأمثال السائرة: "الظلم مرتعه وخيم"، وقال حنين بن خشرم السعدي, أي عاقبته مذمومة، وجعل للظلم مرتعاً لتصرف الظالم فيه، ثم جعل المرتع وخيماً لسوء عاقبته إما في الدنيا وإما في العقبى, وفي الحديث النبوي ما يجري مجرى الأمثال السائرة أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: (الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (٣) ، وفي اختلاط القوم وتساويهم في الفساد ظاهراً وباطناً تقول العرب: ظلة الغنم عبيثة واحدة، وذلك إذا لقي الغنم غنماًَ أخرى فاختلط بعضها ببعض.


(١) - وردت هذه البيات في ديوان أبي العتاهية، كما انه وردت في ديوان الامام علي مع اختلاف في بعض الالفاظ والله اعلم.
(٢) - ورد هذا البيت في نهاية الارب للنويري ج (٣) ص (٢٨٩) ، والعقد الفريد ج (٢) ص (١٨٠) ، والموسوعة الشعرية ص (٢٢٨) غير منسوب الى شاعر باسمه، ويروى فان البغي مصرعه وخيم والمعنى متقارب.
(٣) - أخرجه البخاري في صحيحه باب الظلم ظلمات يوم القيامة حديث (٢٣١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>