للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صنعه، فله جمال الذات، وجمال الأوصاف، وجمال الأفعال، وجمال الأسماء، فأسماؤه كلها حسنى، وصفاته كلها كمال، وأفعاله كلها جميلة، فكلها حكمة ومصلحه وعدل ورحمة.

وقال الخطابي: الجميل هو المجمل المحسن، فعيل بمعنى مفعل، وقال البشيري: وقد يكون الجميل معناه ذو النور والبهجة (١) أي مالكها.

وقال القشيري أيضا: معناه معنى الجليل.

وقيل: المعنى جميل الأفعال بكم، والنظر لكم يكلفكم اليسر ويعين عليه، ويثيب عليه الجزيل ويشكر عليه، فيحب الجمال منكم، أي التجمل في قِلّة إظهار الحاجة إلى غيره، قاله أبو بكر الصوفي.

قال القرطبي قلت: فهذا الاسم من أسماء الذات ومن أسماء الأفعال، قال: ولا خلاف في إجرائه على العبد وصفاً وفعلاً، يقال منه جمل الشيء يجمل فهو جميل (٢) .

[ثمرة معرفة اسم الله الجميل]

إذا عرف المكلف ان الله جل وعلا جميل يحب الجمال وجب عليه ان يعتقد ان الجمال كله لله سبحانه وتعالى، وان كل جمال منه وبه, ثم ان عليه ان يتجمل بالطاعات والأعمال الصالحة ويجمل باطنه كما يجمل ظاهره وذلك بتصفيته من الأوضار، كالغل والحسد والشماتة وسوء الظن إلى غير ذلك من الاعتقادات الفاسدة والبدع الضالة المضلة، فيكون قلبه موافق ظاهره فيجمل به أهله وولده ومن عاشره وخالطه، ثم ان تفضل الله على


(١) - الاسماء والصفات للبيهقي ص٥٩.
(٢) - الاسنى في شرح اسماء الله الحسنى للقرطبي ص (٢٩٢-٢٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>