للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتقارب معانيها، وتدل كلها على اتصاف الرب بالرحمة، والبر، والجود، والكرم، وعلى سعة رحمته ومواهبه التي عم بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته (١) .

وبهذا يتضح أن الكريم والأكرم يؤديان معنى واحداً وهو كرم الله تعالى وجوده، وانه سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين لا يوازيه كرم ولا يعادله فيه نظير، سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

[ثمرة معرفة اسم الله الكريم الأكرم]

إذا عرف المكلف أن ربه كريم، وانه أكرم الأكرمين، وانه يعطي بغير حساب، ويبتدئ بالنعمة، ويعفو عن السيئات، وانه واهب الإنسان كل خير، وانه المتفضل عليه بجميع النعم، وجب عليه أن يؤمن أن الله تعالى أكرم الأكرمين لا يوازيه كرم ولا يعادل فيه نظير، وان يتخلق بخلق كريم في جميع أقواله وأفعاله التي يحب الله أن يكون الإنسان فيها كريماً، وان يتحلى بالكرم والجود والسماحة.

فالمؤمن كما ورد في الحديث النبوي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ) (٢) .

فالواجب على المؤمن أن يبتعد عن اللؤم والدناءة، فالمؤمن الحق يطمع في إيثار جود الله وكرمه، فيجود بكل ما يقدر عليه من مال وجاه وعلم


(١) - نقل ذلك العلامة سعيد بن علي القحطاني في كتابه شرح أسماء الله الحسنى ص (١٥٠) .
(٢) - أخرجه أبو داود في سننه باب في حسن العشرة حديث (٤٧٩٠) ، والترمذي في سننه باب ماجاء في البخيل حديث (١٩٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>