للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحياء]

الحياء خلق يبعث على ترك القبيح, ويمنع من اتباع الهوا والتقصير في حق ذي الحق, ومن تخلق بالحياء صان عرضه, ودفن مساوئه, ونشر محاسنه, ومن قل حياؤه ذهب سروره, وهان على الناس, ومن جمع بين الحياء والسخاء تقدم على اقرانه, وظفر بمودة جلسائه واخوانه, والحياء من الايمان, وقد قيل في حقيقته بانه: هو انقباض النفس عن اتيان امر مخافة الذم, ويكون في ثلاثة اوجه:

١. الحياء من الله تعالى, عند الاهتمام بمباشرة ماخطر على الانسان, ويكون بامتثال اوامره جل وعلا, والكف عن زواجره.

٢. الحياء من الناس ويكون بكف الاذى وترك المجاهرة بالقبيح. وهذا النوع من الحياء يكون من كمال المرؤة وحب الثناء.

٣. حياء الانسان من نفسه, ويكون بالعفة وصيانة الخلوات وفي الذكر الحكيم: {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} (١) وفي الحديث النبوي الشريف: (دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الْإِيمَانِ) (٢) وقال ابن قتيبة: معناه ان الحياء يمنع صاحبه من ارتكاب المعاصي كما يمنع الايمان, فسمي ايمانا كما يسمى الشي باسم ما قام مقامه. وقال الراغب: والحياء انقباض النفس عن القبائح (٣) . وقال

٤.


(١) - سورة الاحزاب الاية (٥٣) .
(٢) - صحيح البخاري باب الحياء من الايمان حديث رقم (٢٣) .
(٣) - مفردات الراغب ص١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>