التوبة تجعل من الانسان شخصا سويا قادرا على ان يتحمل اعباء المسؤلية, والتوبة تفتح بابا للانسان يتصالح مع ربه ومع نفسه ومع اهله ومع مجتمعه, يحب الخير ويحب الرجوع الى الحق ويحب الشفاء من سقم المعصية, والتوبة في حقيقة اللغة هي الرجوع, واذا اضيفت التوبة الى الانسان اريد بها رجوعه عن الزلات والندم على فعلها فقد يضل ضال في فهم نصوص الاستغفار فيخيل ليه ان المغفرة متيسرة للانسان الخاطئ بلا نظام مهما فسق واقترف من الاثام, والامر ليس كما يظن هذا الظان فليست التوبة كلمات ترددها الشفة بلاندم على ماسبق وبلاارتداع عما يسؤ وبلا عزم اكيد على الاستقامة. ولهذا فانه يشترط لنيل مغفرة الله ورضوانه التوبة النصوح, والتوبة النصوح تعني: الاقلاع عن الذنب في الحاضر, والندم على مابدر في الماضي, والعزم على عدم اتيانه في المستقبل, واذا كانت المعصية بحق ادمي فلها شرط يضاف الى هذه الشروط الثلاثة المتقدمة وهو: البرؤ من حق صاحبها ويجب على الانسان العاقل ان يتوب من جميع الذنوب وفي الذكر الحكيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(١) . وفي الحديث النبوي عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ