قد يرد في اللغة اسمان مختلفان لمسمى واحد ولكن مع فرق في المعنى فالاختلاف في المبنى دليل اختلاف المعنى, وقد سبق وان اشرنا الى ان بعض الباحثين ذكر ان للمحبة في لسان العرب ستين اسما واوردنا ما ذكره الامام
ابن القيم في روضة المحبين من اسماء المحبة ومع ان بينها اختلاف في الالفاظ فهي تطلق على مسمى واحد ولكن يوجد بينها فروق دقيقة, فان قلت ماهو الفرق بين الود والحب قلنا الحب ماستقر في القلب, والود ماظهر في السلوك, فاذا كنت تحب فلانا فمشاعر الميل نحوه هي الحب, وابتسامك في وجهه هي الود, واذا قدمت اليه هدية فهي ود, او اعنته في مشكلة فهي ود, او عدته في مرض فهي ود, او اعطيته هدية في زواجه فهي ود, او نصحته فهي ود, فالمشاعر الداخليه هي الحب, والظواهر المادية هي الود, فكل ودود محب وليس كل محب ودودا, فكل ودود من البشر مودته اساسها مشاعر الحب في قلبه (١) , والله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الكون وسخر مافيه للانسان وانعم عليه بنعم لاتحصى, وجعل نعمه تظهر حبه ووده لعباده فاذا صحت محبتك لله استيقظ قلبك وتفتحت بصيرتك ورايت ان كلما في الكون ماهو الا تودد من الله لعباده فهو الذي يتودد الى عباده بالنعم فتودد اليه بالايمان به, وبعبادته وطاعته, وامتثال امره وترك مانهى عنه, وبالتخلق باخلاق نبيه وبالبذل والعطاء, وبالاحسان الى خلقه, وبالشكر لنعمه, تظفر بحبه وحفظه وتاييده ونصره ورحمته واكرامه والامن من عذابه, وتعرف على اسمه الودود فهو الغفور الودود الذي خلق المودة