للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الايمان بالحياة الاخرة والتشويق لها ممايحث على عمارة الحياة الدنيا بالعمل الصالح]

ان تفضيل الحياة الاخرة على الحياة الدنيا, هو امر يبعث على عمارة الحياة الدنيا بالاعمال الصالحة لكي ينال الانسان حياة يتمتع فيها بالذائذ والطيبات دونما الام او متاعب او اعراض او كوارث او مصائب او مصاعب, فهي حياة لايعقبها الموت, وفي الذكر الحكيم: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (١) اي الحياة التي لا فناء بعدها, والشباب الذي لاشيخوخة ولا ضعف بعده, والمساكن التي لامثيل لها, والملابس والثياب من الحرير, فهي تحتوي على متع من النعيم مختلفة الانواع, ففيها صحائف الذهب والفضة التي فيها اطيب انواع الطعام, والذ اصناف الشراب, وفيها ماتشتهي الانفس وتلذ الاعين, يتمتع الرجال والنساء فيها على سواء فينعم النساء بما ينعم به الرجال, قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةََ} (٢)

وقال تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} (٣) ويقول وهو العزيز الحكيم: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (٤)

ويقول سبحانه في وصف نعيم الجنة وبيان ان المؤمنين ورثوها بالعمل الصالح {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧٢) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ} (٥) وفي سورة البقرة الخبر اليقين والامر بتبشير المؤمنين بالخير الوفير في تلك الحياة الاخرة في جنات عدن: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (٦) فارث هذه الحياة الابدية انما ياتي به الله لمن آمن في هذه الحياة الدنيا, وعمل صالحا ولم يكن غليظ القلب كافرا بانعم الله, فالذي تنتهي حياته الى الموت, هو في حكم الميت, فاعمل لنفسك بما يحييها الله به حياة طيبة, فحياتك ليست اصيلة في وجودها فاذا اصاب جزءاً من اعضائك مرض او عطل اصبحت حياتك جحيما, اما في الاخرة فحياتك اذا اكرمك الله لايعروها مرض ولا يخالطها خوف, فقو صلتك بالله الذي وهبك الحياة, واعلم ان الله وحده هو دائم الحياة, فهو الحي الذي لايموت, وهو الذي يحيي ويميت, وهو يهب للانسان حياة بعد الممات يشقى الانسان فيها اذا خالف اوامر الله وتعدى حدوده, ويسعد في الحياة الاخرة اذا امن بالله وعمل صالحا, وفي الذكر


(١) - سورة العنكبوت الاية (٦٤) .
(٢) - سورة النساء الاية (١٢٤) .
(٣) - سورة الزخرف الاية (٧٠) .
(٤) - سورة التوبة الاية (٧٢) .
(٥) - سورة الزخرف الاية (٦٨-٧٣) .
(٦) - سورة البقرة الاية (٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>