للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجمال]

الجمال نعمة وزينة، وحلية عظيمة، والجمال يزين النفوس ويذهب العبوس، ويرفع الرؤس، الجمال هبة من الله وإفضال، أكرم به الإنسان، وهو زيادة في الحسن بين الرجال والنساء والولدان يدل على إتقان صنع الله وعظيم فضله, من أكرمه الله به وجب عليه شكر الواهب، والجمال في النساء حسن وزيادة، وفي الرجال فضل وسعادة، وفي الكلام حكمة وبيان، وفي الصفات تمام وكمال، وفي الصناعة إتقان وإحكام، وفي الاحكام عدل وإحسان، وفي التعامل بر ووفاء، وفي الدين تقوى ويقين، وفي الدنيا خلق مستقيم، وفي السياسة حسن تدبير واحترام الصغير والكبير، وفي السماء زينة للناظرين، وفي العقل تدبر وتفكّر في آلاء الله العلي الكبير، وفي خلق السماء والأرض على أحسن نظام وأكمل تقدير وقد جاء في التنزيل: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ* الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ* ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ* وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} (١) ، فسبحان من جعل الجمال في النجوم اللامعة، والكواكب الصادعة، ورفع سمك السماء، وانزل منها الماء، فانبت به حدائق ذات بهجة، واخرج به الثمرات اليانعة،


(١) - سورة الملك (١-٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>