للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انظر إلى الروض واشهد ان مبدعه ... رب الوجود عظيم القدر والشانِ

وسرح الطرف فبما شئت من حسن ... ما بين زهر وأطيار وأغصان

وسبحان من جعل الجمال في الصبح إذا تنفس، وصوره وتقدس، وجعل الجمال في الشمس وهي على الكون تتبرج، ليتمتع بضوئها وحسنها كل حي ويتفرج، وجعل الجمال في القمر حين يبدو علينا بوجه صبيح، ومنظر مليح قال الشاعر:

من لم ير هذا الوجود بقلبه ... خسر الجمال ولم تر عيناه

فافتح كتاب الكون تقرأ قصة ... هل في الوجود حقيقة إلا هو (١)

أما الشابي فهو يقول:

وقلتُ هوَ الكونُ مَهْدُ الجمالِ ... ولكِنْ لكلِّ جمالٍ خَريفْ

[الجميل في أسماء الله الحسنى]

قد ورد هذا الاسم في السنة النبوية ولم يرد في القران الكريم، والله هو سبحانه الجميل الذي لا أجمل منه بل لو كان جمال الخلق كلهم على رجل واحد منهم وكان جميعهم بذلك الجمال، لما كان جمالهم قط نسبه إلى جمال الله، فسبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وقد روي في السنة النبوية ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ) (٢) ، ومن أحق بالجمال ممن كل جمال في الوجود هو من أثار


(١) - مقامات القرني ص (٢٧٩) .
(٢) - صحيح مسلم باب تحريم الكبر وبيانه حديث (٩١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>