للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قصة لقيس بن زهير:]

قال معمر بن المثنى: مر قيس بن زهير ببلاد غطفان, فرى ثورة وعددا, فكره ذلك, فقيل له: ايسوؤك مايسر الناس؟ قال: انك لاتدري ان مع النعمة والثروة التحاسد والتخاذل, وان مع القلة التحاشد والتناصر.

[علاج الحسد]

إن التوقي من الحسد لا يكون إلا بالالتجاء إلى الله الواحد الأحد, والاستعاذة من شر الشيطان الرجيم, والاعتراف بنعمة الله العزيز الحكيم, واجتناب تعاطي الحسد وأسبابه, فالله يهب من الفضل ما يشاء لمن يشاء وليتذكر الحاسد أن الحسد يمحو الحسنات وانه لا فائدة ترجى من الحسد, وأن من تخلق به لم يكن كامل الإيمان, وأن الحسد فيه التعرض لنعمة الخالق وسخطه, وأنه يجلب المصائب, ويزيل النعم, ويفتك بصاحبه, ويمحو الذكر الحسن لحامله, وإن ترك الحسد فيه الاستقامة, وعنوان العقل والكرامة, وأن الله جل وعلا يعطي الخير من يشاء ويمنع الشر عمّن يشاء, وأن الرضاء بالقضاء والقدر والإيمان به من الإيمان, وأن في سؤال الله العافية الشفاء من هذا الداء, والاسترشاد بما أرشد الله عباده إليه فيه النجاة والهدى.

وقد لخص الغزالي في إحياء علوم الدين أضرار الحسد في الدنيا والدين وأرشد إلى الدواء الذي ينفيه وهو العلم والعمل, فارجع إن شئت التوسع إليه. وسارع أخي إلى التخلص من الحسد ودائه, وتب إلى الله قبل ذهاب العمر وفنائه, ورحم الله الشريف المرتضى حيث يقول:

وَمِنَ السَّعادةِ أَن تَموتَ وَقَد مَضى ... مِن قبلكَ الحُسّادُ والأعداءُ (١)


(١) - ديوان الشريف المرتضى ج١ص١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>