للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَدامَ لي وَلَهُم ما بي وَما بِهِمُ....وَماتَ أَكثَرُنا غَيظاً بِما يَجِدُ

أما حبيب الطائي فهو يقول:

وَإِذا أَرادَ اللَهُ نَشرَ فَضيلَةٍ ... طُوِيَت أَتاحَ لَها لِسانَ حَسودِ

لَولا اِشتِعالُ النارِ فيما جاوَرَت ... ما كانَ يُعرَفُ طيبُ عَرفِ العودِ (١)

وكان العرب يرون أن الرجل النبيل محسود, وأن من لا يحسد ولا يعادى لا يعتد به, قال الشاعر:

ولست بحي ولا ميت ... إذا لم تعادَ ولم تحسدِ

وقال عروة ابن أذينة في وصف الحسدة والدعاء لهم:

لا يُبعِدُ اللَهُ حُسّادي وَزادَهُمُ ... حَتّى يَموتوا بِداءٍ فِيَّ مَكنونِ

إِنّي رَأَيتُهُمُ في كُلِّ مَنزِلَةٍ ... أَجَلَّ قَدراً مِن اللاّئي يُحِبّوني (٢)

ورحم الله دعبل الخزاعي حيث يقول:

وَذي حَسَدٍ يَغتابُني حينَ لا يَرى ... مَكاني وَيُثني صالِحاً حينَ أَسَمعُ

وَيَضحَكُ في وَجهي إِذا ما لَقيتُهُ ... وَيَهمِزُني بِالغَيبِ سِرّاً وَيَلسَعُ (٣)

أما عبد الرحيم البرعي فهو يقول:

ما زالَ يحسدني دَهري عَلى نعم ... وَالحر ما عاشَ لا يَخلو عَن الحسد

ويقول الإمام الشوكاني:

فلَرُبّما نَشَرَ الإلَهُ فَضِيلَةً ... لِلْمَرْءِ قَدْ جُهِلَتْ بِقَوْلِ الحُسَّدِ


(١) - زهر الأدب لأبي اسحاق القيرواني ج١ص٢٠٢, والموسوعة الشعرية ص١٨٣, ونسب هذا البيت لأبي تمام.
(٢) - أمالي المرتضى ج١ص٤١٥.
(٣) - ديوان دعبل ص٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>