للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم أرَ مثل الرفق في لينه ... اخرج للعذراء من خدرها

من يستعن بالرفق في أمره ... يستخرج الحية من جُحرها (١)

وفي الأمثال السائرة: من لانت كلمته وجبت محبته وقيل: الكلمة الينة تخرج الحية من جحرها, والأناة نجاة قال الشاعر:

والرِفقُ يُمنٌ وَالأَناةُ سَعادَةٌ ... فَتَأَنَّ في أَمرٍ تُلاقِ نَجاحا (٢)

أما سابق البربري فهو يقول:

إِذا زَجَرتَ لَجُوجا زِدتَه عُلَقا ... ولجَّتِ النَّفسُ منهُ في تَمَادِيها

فَعُد عليه إذا ما نَفسُه جَمَحت ... باللينِ مِنكَ فإنَّ اللِّينَ يَثنيِها

[الرفق يحبه الله]

الرفق يحبه الله فكن رفيقاً بالناس تغنم وتسلم، وتظفر بما تحلم، وتبتعد عن الذم، وتتألف القلوب، وتكون عند الله وعند الناس محبوبا.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل لزوم الرفق في الأمور كلها، وترك العجلة والخفة فيها، إذ الله تعالى يحب الرفق في الأمور كلها، ومن منع الرفق منع الخير، كما أن من أعطي الرفق أعطي الخير، ولا يكاد المرء يتمكن من بغيته في سلوك قصده في شي من الأشياء على حسب الذي يحب إلا بمقارفة الرفق ومفارقة العجلة (٣) .


(١) - سير أعلام النبلاء ج (١٢) ص (١٣٤) والموسوعة الشعرية ص (٢٠٥) .
(٢) - هذا البيت ينسب إلى النابغة الذبياني وينسب أيضا إلى الإمام علي رضي الله عنه.
(٣) - روضه العقلاء ص (١٧٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>