للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حد الغيبة]

حد الغيبة أن تذكر أخاك بما يكره لو بلغه سواء ذكرته بنقص في بدنه, أو نسبه, أو خلقه, أو في فعله, أو في قوله, أو دينه, أو دنياه, حتى ثوبه وداره ودابته, أما البدن فكذكرك وصف مما يكره أخوك وذلك كالطول والقصر والسواد والصفرة وكل ما يتصور أن يتأذى منه, وأما الخلق فكأن تقول: هو سيء الخلق أو بخيل أو متكبر أو عاجز أو ضعيف أو متهور أو سارق أو كذاب أو خائن أو ظالم أو متهاون أو فاسق أو خسيس إلى غير ذلك مما لا يندرج تحت حصر, وضابط الأمر أنه كلما يكره أخوك أن تذكره به فهو غيبة, ومما نسب إلى عمر رضي الله عنه أنه قال: (عليكم بذكر الله تعالى فإنه شفاء, وإياكم وذكر الناس فإنه داء) .

ولا ينبغي للمسلم أن يصغي لسماع الغيبة بل إنه يدفع عن أخيه, فإن بالدفاع بالكلام الحسن خير الدنيا والآخرة, ومن رذائل الغيبة أن من أصغى إلى سماعها حوسب, وقد روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكرت له امرأة وكثرة صلاحها وصومها ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال: (هي في النار) (١) .

وقال الحسن ذكر الغير ثلاثة: الغيبة والبهتان والإفك, وكل في كتاب الله عز وجل, فالغيبة أن تقول ما فيه, والبهتان أن تقول ما ليس فيه, والإفك أن تقول ما بلغك.


(١) - أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب البر والصلة حديث (٧٣٠٤) , واحمد في المسند عن أبي هريرة حديث (٩٦٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>